مرونة أسماء الأرباب >
>كان ممكنا لقوة مقدسة أن تحمل اسماء فضلا عن صفاتها الكثيرة أسماء عديدة مختلفة ومن ثم عرفت الشمس باسم خبري فى الصباح ورع فى النهار وآتوم فى المساء ، وكانت تاورت تصور كهيئة فرس النهر كما تسمى كذلك ررت أى الخنزيرة أو حجت البيضاء.
الأتحاد بين الأرباب
ظهرت طائفة من الارباب مثنى دون إندماج احداهما فى الآخر إذ كانت مثل هذه الصلات نابعة عن الوظيفة المشتركة أو العمل المشترك كشأن حتحور وايسة فى الدلالة على الربة الام الوحيدة دون سواها .
آتون ورع فى عبادة الشمس وايسة وبنت حت النائحتين فى إسطورة أوزير ، وتأتى الصلة فى حالات أخرى من الصراع بين عقيدتين مختلفتين كانتا متضادتين فى العصور المبكرة كحور وست إذ يتجسدان معا فى شخص الملك منذ الأسرة الأولى ثم نخبت وواجيت العقاب ثم أصبحتا من حماة الملك بعد توحيد البلاد ، وكذلك رع وأوزير إذ يرمزان للشمس فى كل من رحلتهما الليلية فى العالم السفلى.
التزامن والاندماج
ربما أدت هذه الصلات بين المعبودات إلى اندماج اثنين أو ثلاثة منها فى قوى واحدة قوية عالمية ففى هيلوبوليس إتحد رع وحور واصبحا معبودا واحدا رع حر آختى أى رع حور الأفقى ، وفى منف تألف من اتحاد بتاح سوكر أوزير معبود يحمل ثلاثة أسماء دفعة واحدة .
وفى أبيدوس اندمج أوزير فى المعبود المحلى خنتى أمنتيو وصار أوزير خنتى امنتيو (إمام أهل الغرب) ، ثم كان فى أخر الامر فى طيبة أهم اندماج متزامن بين المعبود الشامل الكونى الاشهر آمون رع .
وقد ينتج عن إتصال معبودين اندماج كامل كما وضح على سبيل المثال مع عنجتى معبود أبو صير المحلى باتصاله بأوزير ، وصار خليفته وقائما مقامه .
طبيعة ديانة مصر القديمة >
>كانت المعابد الكثيرة التى أقيمت لمختلف الارباب فى انحاء مصر دليلا على طبيعة الديانة المصرية القديمة على انها وان تعددت اربابها نستطيع الوقوف على اتجاهات دينية تبدو كأنما تؤمن بوحدانية الرب فى بعض المواقع أو المقطاعات ، إذ كانت أصلا مستوطنات قبلية لها معبود أصبح لها الحامى الوحيد حتى بعد توحيد البلاد.
وكان المفهوم المجرد لكلمة الرب نثر معروفا منذ عهد أقيمت فيه مقاصير مبكرة للصلاة ، حيث يتبين الاتجاه المتصل نحو توحيد الاسماء والوظائف لاثنين أو ثلاثة من القوى المقدسة فى معبود واحد.
فلم تكن إصلاحات أخناتون الدينية من هذا المنطلق أكثر من تأكيداً لتنظيم مفهوم التوحيد الذى كان معروفا من قبل ، ومن ثم يكمن الاختلاف الجوهري فيما فرض على الناس يومئذ من أن الرب العظيم أنما هو المعبود الاوحد أسما وشكلا ، على حين كان لكل مقاطعة من قبل أن تؤيد أو تناصر معبودها الاوحد دون أن تكره على دمج معبودها فى معبود المقاطعة المجاورة.
وكانت مئات المعبودات التى ظهرت فى العصور التاريخية فى هيئات انسانية أو حيوانية أو نباتية كصولجانات أو رموز بدائية كانت فى قديم الأزل هى القوى المقدسة المحسوسة فى الكون وفى الطبيعة ، وأصبحت هذه القوى تظهر بوضوح شيئا فشيئا إن لم تكن أشكالها ملموسة فى مظهرها من أجل أن تكون سهلة الفهم للإنسان ، ومن الممكن توضيح تعدد الارباب فى مصر بواسطة تفضيل مبكر لقوى فوق قوى البشر موجودة خلف كل عنصر من عناصر الطبيعة.
وربما استطعنا العودة إلى ما كان بين القوى المقدسة وشكلها الذى ظهرت به فى الارض ، حيث يجسد الصقر المعبود السماوى بحكم رشاقته وخفة حركته فى السماء كما يسهل ادراك العلاقة بين الثور أو الكبش وبين رب الاخصاب وقوى التناسل ، وبالمثل كان الانسان على إستعداد للتسليم بقدسية التمساح لما فيه من قوى خطيرة تسكن فيه ، وهناك من ناحية أخرى روابط بين مختلف القوي لا نستطيع تفسيرها كتجسيد المعبود تحوت (أبي العلوم) فى هيئة طائر ابو منجل (أيبس) أو فى هيئة القرد .
على أن تعدد الارباب بما لكل منها من صفات ثلاث مشتركة (وهى الاسم والتجسيد والوظيفة) قد مكن فى تصور المصري من شيوعها بين معبودين فى أقليمين بل فى محيط الاقليم الواحد أحيانا.
الأشكال والوظائف المشتركة :-
في ظل التجسيد كان للأرباب ذات الاسماء المختلفة فى نطاق التجسيد نفسه وظائف مختلفه اذ رمز بالصقر على سبيل المثال لمعبود السماء باسم رع حر آختى فى أيونو (عين شمس) وكان كذلك نفس الرمز للمعبود سوكر فى منف ، ومعبود الاقليم الطيبي منتو .
وقد اختلف رمز هذه المعبودات بعضها عن بعض فيما اتخذت على رؤوسهم تيجان، يتوج الأول والثانى بقرص الشمس على حين صور الثالث كهيئة المومياء وأضيف إلى الرابع مع قرص الشمس صلان وريشتان.
وصور معبود جبانة منف سوكر فى شكل الصقر ، على حين كان رب جبانة أبيدوس أوزير رجلا مكسور فيما يشبه المومياء وفى جبانات أخري كان ربها ابن آوى انبو.
الوظائف والاسماء المتمثلة
تمثلت حتحور ربة السماء فى هيئة إماة الجيزة ، كما كانت حتحور ربة الجبانة فى شكل البقرة طيبة ، وكان لها مركز عبادة فى دندرة حيث ادمجت فى العقيدة كافة وظائفها ، وكذلك عبدت فى صورة رمز أو شعار فى شكل صلاصل صيغت كرأس المعبودة واذنى البقرة .
وقد تختلف الصفات أو الوظائف فقد كان الحر (الصقر) رب السماء إذ يجسد في هيئات كثيرة في عباداته بين الدلتا والنوبة ، فكان هو بحدتي أو الادفوى أو مسني نسبة إلى البلدة التي كانت فيما روى ميدان المعركة بينه وبين ست فى الدلتا حيث اقتتلا بالحراب .
وكان متخذ قرص الشمس اذ كان متصلا بمعبود الشمس بهذه الهيئة كان هو حور الافقى أو صاحب الأفق حر آختى في ايونو (عين الشمس) وكان يتخذ التاج المزدوج والريشتين بصفته رب الملك وحاميا للملكية ، وكان وفق أسطورة أوزير ينعت بأن حور موحد القطرين حرسما تاوى أو حور بن إيزيس حرسا ايس . ومن ثم يتخذ التاج المزدوج ربما يظهر في ثالوث حور العظيم حر ور في ادفو وكوم امبو أو في ثالوث أوزير فى ابيدوس وفيلة.
ويلاحظ أن هذه العوامل الثلاثة (الشكل والوظيفة والاسم) كانت تخضع هى الاخرى للتغيير عن طريق المعبود نفسه.
كان من الممكن أن يظهر المعبود تحوت رب المعرفة والعلوم فى هيئة صريحة للقرد وأبومنجل (يبس) حيث مثل فى هاتين الهيئتين فى الاشمونين (هيرموبوليس).
وقد سمي ابن آوى رب الجبانة أنبو مرة ووب واوت أى فاتح الطرق مرة أخرى .
التعدد فى الشكل
لم يثبت المعبود على شكل واحد فقد يبدو كهيئة الانسان مثل آمون بقلنسوته وريشته العاليتين فى هيئة المعبود مين رب الاخصاب ، أو فى هيئة رموزه الحيوانية وهى الكبش أو الاوزة ، وبالمثل كان المعبود رع يتجلى فى هيئة الصقر أو الكبش أو فى شكل آدمى برأس لعلها علامات هيروغليفية حيث يكون الهدف منها التعرف على المعبود من وظائفه المتعددة ورموزه المختلفة ، لم تكن الحيوانات المقدسة بالمثل فى ذاتها معبودات ، بل كانت وظائف أكثر منها أوعية أو علامات مادية على القوى المقدسة.
تطور الوظائف
كان من الممكن أن يكون للمعبود الواحد طائفة من وظائف تعمل معا أو تعمل على التوالى فمثلا كان لحتحور نفسها وظائف ومناشط مختلفة متعددة غير مألوفة ، فهى سيدة السماء والحياة ، وأم الامهات والمرضعات السماوية ، ربة الحق والحب و السرور و الموسيقي والرقص وهي الذهبية وربه المناجم والاحجار شبه الكريمة وحارسة مداخل الوادى ، عين رع والمتعطشة للدماء والتى لا تعود إلا بعد إرتوائها ومانحة الخصب والنماء ، بل كانت كذلك معبودة بالعالم الأخر وتقدس فى الجبانات .
وكان خنسو معبود القمر الصغير وكان أصلا محطم البشر ، ثم تحول تدريجيا إلى حامى أمد الحياة ، وهو الشافى لأمراض الإنسان و حاميه من الحيوانات الضارة وكان يعد بعد ذلك نبؤة مؤثرة .
_________________
الأساطير
الاسطورة هي القالب الرمزي الذي تجمعت بداخله أفكار البشر واحلامهم في الفترة السابقه علي ظهور المعرفة بمعناها الواسع والمصريين منذ أقدم العصور يعشقون القصص الخرافية لذلك نجد هذه القصص قد حكيت وتداولها الناس كاساطير محببة إلي نفوسهم قريبة من قلوبهم .
فما تلبس هذه القصص أن تنتشر في البلاد وهذه القصص أو الأساطير هى التى جعلت من الالهة كائنات حية لكل منها صفاته الخاصة فهي دفعت الناس إلي الشعور نحو البعض منها بالحب تارة وبالكره والبغضاء تارة أخري .
ومن أشهر اساطير الفراعنة أسطورة الأله أوزيريس فهذه الأسطورة هي التي جعلت من إيزيس الهه طيبة ومن ست الها مكروها.
كما تعددت الأساطير وتناولت الخلق ونشأه الكون وفيها نجد أعتقاد راسخ بوحدة الحياة لأن الفكر الأسطوري أبي أن يسلم بفناء الإنسان وهو ينكر ظاهرة الموت والدليل على ذلك موقف المصريين القدماء من الموت وفكرتهم عن العودة للحياة في العالم الأخر حيث ظهر في فكرة التحنيط ودفن بعض الأغراض والمأكولات مع الميت .
ولتفسير نشأة الكون فكر الكهنة المصريون القدماء في كيفية نشأة الكون فكل مجموعة من الكهنة أرجعت نشأة الكون الي الأله الخاص بهم فظهرت أربع نظريات
النظرية الأولي :
أعلن كهنة تحوت في هرموبولس أن تحوت هو الذي خلق الكون وأعلنوا نظريتان عن نشأه الشمس أن أله الشمس الطفل الذي خرج من أول بيضة في العالم وأرتفع الي السماء وأن الشمس خرجت من زهره اللوتس في الصباح واقفلت عليها في السماء واحتفظت بها زهرة اللوتس لتظهرها مرة أخري كل صباح .
النظرية الثانية :
أعلن كهنة هليوبولس أن الأله اتوم خلق نفسه بنفسه ثم صنع العالم كله وأنه أنجب دون زوجة الأله (شو) الهواء ، والأله (تفنوت) الرطوبة ، اللذان أنجبا الأله (جب) الأرض ، والألهه (نوت) السماء ، وهذين الالهين (جب) و(نوت) أنجبا أربعة الهه هم ( إيزيس - أوزيريس - ست – نفتيس ) ليصبح عددهم تسعة ويكونو تاسوع هليوبوس .
النظرية الثالثة :
نظرية ممفيس التي تقول أن الأله بتاح صنع العالم عن طريق (القلب) الفكر واللسان الكلمة
النظرية الرابعة :
تري أن الأله خنوم هو خالق الحياة والكائنات الحية جميعاً .