أوسركون
الثاني،
اللوفر.
هنالك ملك آخر من الأسرة الثانية والعشرين هو
توت
خبر رع شوشنق، ولكن زمن حكمه غير معلوم.
الأسرة
الثالثة والعشرون كانت فرعا من الأسرة الثانية والعشرين وقد حكمت مصر العليا
والوسطى والواحات حيث بنى
تاكيلوت
الثالث مسلة ذات كتابة
هيراطية.
أخبار
الأسرةعل غير المتوقع، لم يُعثر في
سِراپيوم منف على
نقش واحد لملوك
الأسرة
الحادية والعشرين بينما كانت آثار الأسرة الثانية والعشرين هي الغالبة، من
ضمنها لوح حجري منسوب إلى شخص اسمه
حَارْپْسون يتتبع فيها نسبه عبر ستة عشر
جيلا إلى جد
أمازيغي يسمى
بويوواوا. وبالرغم من أن حَارْپْسون الذي عاش في نهاية حكم الملك
شُشِنْقْ
الرابع كان يعتبر نفسه مجرد كاهن للإلهة
نيث إلا أنه يَعُّد في أسلافه أربعة ملوك
متعاقبين، كل منهم ابن لمن سبقه، أولهم هو
شُشِنْقْ الأول، مؤسس الأسرة
الثانية والعشرين وأهم أفراد عشيرته، فهو أول من ذُكر في نقش طويل وُجد في
أبيدوس عندما
كان لا يزال يعرف بلقب
زعيم المِشْوِشْ العظيم، أمير الأمراء جاء في النقش
أن أبوه
نِمْرَات ابن السيدة
مِحِتْمِوَاسْكْهِ - كلاهما ذكرهما
حَارْپْسون - قد مات فطلب ابنه
شُشِنْقْ إلى الملك الحاكم وقتذاك
أن يسمح له بأن يقيم في
أبيدوس طقسا جنائزيا يليق
به، وأن الملك والإله (مؤكد أنه
أمون) قد منحاه موافقتهما. وفي الغالب
أن الملك المذكور هو
سوسينيس
الثاني (تِتْخِپِرورَعْسِتِبِنْأمون) سابع وآخر ملوك
الأسرة
الحادية والعشرين، خصوصا وأنه معروف أن ابن
شُشِنْقْ وخليفته
أُسُورقون تزوج
مَاعْكَارَعْ ابنة ذلك الملك.
من المرجح أن الانتقال من
الأسرة
الحادية والعشرين إلى الأسرة الثانية والعشرين كان انتقالا سلميا، بالرغم من
وجود لوح في
الداخلة يرجع للسنة الخامسة من حكم شُشِنْقْ يحكي عن حرب وقلاقل في هذه المنطقة
النائية.
عدد من أبناء الملك الجديد معروفون ويبدو أنه أسند إليهم مناصب تثبت من أركان
حكمه. يتحدث لوح حَارْپْسون عن
كَارَعْومَاع باعتبارها زوجة
شُشِنْقْ وأم
أُسُورقون
الأول، إلا أنها أحيانا ما يشار إليها بأنها
مُحبة الإله وهو لقب يستبعد
أي دور أمومي. وعلى أي حال، كان أُسُورقون الأول ابن الملك الذي سبقه.
كان لنقش اكتشف في
إهناسيا، التي عرفت
بأنها
هيراكليوبوليس،
المدينة الشهيرة في العصر الانتقالي الأول، أهمية لأسباب عدة: فهو بجمعه مع نصوص
أخرى يعرفنا بشخص ثان اسمه
نِمْرَات الذي لم يعرف بكونه
رأس الجيوش
كلها و
زعيما عظيما للأجانب فحسب، بل أيضا بأنه ذو أصل نبيل يتشرف بأنه
ينحدر من سلالة
الرعامسة.
كانت أمه
پِنْرِشْنَاس بنت
زعيم عظيم للأرض الأجنبية. جاء نِمْرَات
هذا يبلغ أباه شُشِنْقْ أن معبد الإله
الهيراكليوبوليأَرْسَافِسْ قد حرم مدده المعتاد من الثيران التي تقدم كقرابين في شعائر عديدة على مدار شهور
العام، وبأنه هو نفسه مستعد لتقديم ما لا يقل عن ستين ثورا، لكن القرى والبلدات
وحكام
الأقاليم سيكون عليهم توفير الباقي، فأصدر الملك مرسوما بأن ينفذ هذا وشكر نِمْرَات. لا يتضح
سبب هذه المحاباة
لإهناسيا، ولكن يتضح
أن معظم أسلاف حَارْپْسون من الرجال والنساء كانوا كهانا في هذه المدينة، وأنه بعد
مضي ثلاثمئة عام كان حكام
الإقليم
الطيبي يختارون من بين سكانها.
وُجد نِمْرَات ثالث كان ابنا
لأُسُورقون
الثاني وكان يحمل لقب
قلئد جيوش هانينسوع (
إهناسيا)، ونفس هذا
اللقب حمله
بِكِنْبْتَاح أخو الكاهن الأكبر أُسُورقون في عهد
شُشِنْقْ
الثالث. هل يعني هذا أن
المِشْوِش الذين صعدوا إلى مراتب المُلك كانوا أصلا قد استوطنوا في هذه المنطقة على الطريق
المار بالواحات الموصل إلى مواطنهم الأصلية في
الصحراء
الليبية؟ يحدثنا
مانِتون أن الأسرة الثانية والعشرين موطنها هو
پِرْپَاسْتِت وأن
الأسرة
الثالثة والعشرين كانت من
تانيس، كما أن
هناك دلائل تربط ملوك هاتيك الأسرتين بهاتين البلدتين في شرق
الدلتا.
كان
إيوبوت الابن الثالث
لشُشِنْقْ الأول الذي أسند إليه
كهانة
أمونرَع في
الكرنك مخالفا بذلك تقاليد تولي هذا المنصب بالوراثة، وكانت هذه خطوة حكيمة وضعت هذا
المنصب الهام تحت تحكم الملك، واتبع نفس هذا الأسلوب لعدة أجيال تالية، كما أن
احتفاظ حامل هذا المنصب بلقب
قائد الجيوش يوضح لنا أن هذا المنصب كان محفوفا
بالمخاطر، حيث لم يعد كبار الكهنة مجرد كهنة، بل أصبحوا عسكريين أيضا. كان أكبر
إنجاز لإيوبوت، أو بالأحرى لوالده، تشييده بوابة في القسم الأساسي من معبد
الكرنك ماداً الجدار الجنوبي لبهو الأعمدة إلى الغرب. حُشرت بوابة
پِرْپَاسْتِت كما تسمى عادة بين المدخل البرجي الثاني ومعبد صغير شيده
رعمس
الثالث، مفضية إلى ساحة واسعة لا بد أن شُشِنْقْ خطط لها ولكنه لم يعش ليكملها.
يسجل لوح في
جبل
السلسلة الغربي افتتاح محجر جديد لتوفير ما احتاجه هذا المشروع لبناء البوابة
والساحة، ومؤرخ بالسنة الحادية والعشرين من حكم شُشِنْقْ، وهي الأخيرة حسب
مانِتون،
ولكن من العسير قبول أن المرحلة الأولى من الإنشاء وهي بناء البوابة لم تبدأ قبل
ذلك بكثير. تظهر النقوش على جدرانها الأحداث التي منحت
شُشِنْقْ الأول شهرته في
التوراة التي عرفته
باسم شِشاك.
شُشِنْقْ
والعبرانيونقبل نصف قرن من تشييد بوابة پِرْپَاسْتِت، خرب
يؤاب قائد جيوش الملك
داوود مدينة
إدوم ووضع السيف في
سكانها، إلا أن
حَدَدْ وهو ابن عائلة
إدومية نبيلة هرب إلى
مصر ونال حظوة الملك الذي زوجه من اخت زوجته
الملكة
تَهْپِنيس. عاد حَدَدْ فيما بعد إلى موطنه على غير رغبة الملك ليصبح
العدو اللدود
لسُليمان (
الملوك
الأول، 11:14). حدث أمر مشابه بعد موت سليمان، حيث هرب
يربعام الذي كان يطالب
بالعرش من بعده إلى مصر إبان حكم شِشاك (شُشِنْقْ الأول) (
الملوك
الأول، 11:40) ليعود لاحقا إلى فلسطين ملكا على القبائل العشر، بينما كان على
سليمان أن يكتفي بحكم مملكة
يهوذا.
في ذلك الوقت، قويت العلاقات بين
الإسرائيليين والبيت
الملكي المصري، وتذكر التوراة أن سُليمان تزوج ابنة ملك مصر (
الملوك
الأول، 3:1).
بينما تذكر التوراة هذه الأحداث بقدر كبير من التفصيل، فإننا لا نجد توكيدا لها
على الجانب المصري، كما أن المشكلات في التسلسل الزمني التاريخي، بالرغم من أنها
محدودة بمناطق زمنية ضيقة، تجعل من العسير تحديد معاصرة ملك معين لحدث معين.
بالإضافة إلى أنه لا يمكن إيجاد اسم
تَهْپِنيس' في الكتابات
الهيروغليفية.
بعد برهة طرأ حدث آخر متزامن؛ إذ تروي
التوراة (
الملوك
الأول، 14:25) "و في السنة الخامسة للملك رحبعام صعد شيشق ملك مصر إلى أورشليم
26 وأخذ خزائن بيت الرب وخزائن بيت الملك وأخذ كل شيء وأخذ جميع أتراس الذهب التي
عملها سليمان 27 فعمل الملك رحبعام عوضا عنها أتراس نحاس وسلمها ليد رؤساء السعاة
الحافظين باب بيت الملك 28"، ويبدو أن خراب المدينة المقدسة لم يكن أهم من فقد دروع
سليمان الذهبية، التي كان عليهم استبدالها بأخرى نحاسية. ولكن من ضمن الأسماء
الباقية المصاحبة للجدارية على بوابة پِرْپَاسْتِت لا يوجد ذكر لا
لأورشليم ولا
لتل
الجزري. هذه الأسماء عادة ما تُقدم بالشكل الذي اعتدناه من لوحات فتوحات
تحوتمس
الثالث؛ لصيقة في أجساد الأسرى الأجانب الذين يسوقهم الملك أمام أبيه
أمونرَع، ولكن هذا التعداد
مخيب للآمال، فمن ضمن أسماء أكثر من 150 مكانا، لا يمكن التعرف سوى على قلة قليلة
تقع كلها في التلال على تخوم
السامرة من دون أن
تصل إلى قلب مملكة إسرائيل، كما لا يوجد أي تلميح إلى أنهم مسوا
يهوذا على الإطلاق، ولكن يوجد ذكر لغارة على منطقة
إدومية. وحتى الاعتقاد السائد بأن نصا
معينا كان يمكن أن يقرأ
حقول إبراهيم أصبح اليوم مرفوضا. ولكن اكتشاف شقفة
في
مَجِدُّو تحمل اسم شُشِنْقْ لا يدع مجالا للشك بأن حملته على المنطقة حدثت فعلا، ولكنها تترك
مجالا للتكهن بإذا ما كان الهدف منها هو استعادة أمجاد مصرية قديمة، أم لمساندة
يربعام، أم
أنها كانت مجرد غارة نهب.
من الناحية الأخرى، فمن المؤكد أن
شُشِنْقْ وخليفته
أُسُورقون قد جددا أواصر الصداقة ما بين
مصر و
بيبلوس والدليل على ذلك هو وجود تماثيل
لهم هناك، من المحتمل أنها هدايا أرسلاها بنفسيهما.
السلالةلا نعرف عن أول
أُسُورقون وخليفته أول
تَكِلوت الكثير، بخلاف أن الأول حكم ستة وثلاثين عاما على الأقل، وأن الأخير حكم ثلاثة
وعشرين عاما تقريبا. يزداد غموض التاريخ المصري في هذه الحقبة بحيث نادرا ما تُتاح
لنا لمحات على تعاقب الأحداث. السبب في ذلك أن انتقال مركز الأحداث إلى
الدلتا ذات الأرض الرطبة، لم يحفظ لنا سوى القليل من الآثار. في ذلك الوقت كانت
طيبة لا تزال تعيش على ذكرى مجدها القديم، إلا أنها كانت فعليا قد خرجت من مجرى الأحداث.
لم تُفدنا الكتابات المسهبة على التماثيل العديدة التي وجدت في الكشف المذكور آنفا
إلا بمديح ذاتي وسلاسل نسب. إلا أن سجلات منسوب
النيل التي سجلها ملوك الأسرتين
الثانية والعشرين و
الثالثة
والعشرين على رصيف المعبد على
النيل ذات قيمة معقولة.
وجد في مصر الوسطى بالقرب من
البهنسة (أُوابْسِپْمِرِي\أوكسيرِنْخْوس) حصن به معبد كان لكل من
شُشِنْقْ الأول و
أُسُورقون
الأول باع فيه، وكان على ما يبدو يشكل نقطة حدود بين الشمال والجنوب.
يعاود بصيص الضوء إنارة معارفنا عن هذه الفترة بدءا من حكم
أُسُورقون
الثاني. لن نعرض هنا لكفاح كهنة
طيبة لاستعادة استقلالهم ودورهم من الملوك الذين يحكمونهم من
تانيس، التي
فيها اكتشف الأثري
مونتيت مقبرة أُسُورقون الثاني وقد سلبها اللصوص كنوزها، يجاورها تابوت حجري للكاهن الأكبر
لأمونرع حَرَناختي الذي يبدو أنه كان ابنا له. ولكن نكتفي بذكر أنه قبل كشف هذا
المعبد بخمسين عاما، كان الأثري
ناڤِل قد كشف في
تل
بسطا بوابة
جرانيتية عظيمة مزينة بنقوش
لا تقدر بثمن تصور الاحتفال الهام - والغامض - بِعِيدِ
سِد الملكي الذي أقيم
في العام الثاني والعشرين من حكم
أُسُورقون
الثاني عندما انتهز الفرصة ليأمر بأن يستثنى نساء حريم معبد
لأمونرع من أداء أية واجبات والتزامات
أخرى، وكذلك نساء حريمات معابد أخرى. كما يتضمن النقش الموجز في آخره ما يمكن
تفسيره على أنه إيذان باستقلال
طيبة (سيدة الأقواس السبعة) سواء كان هذا إقرارا بأمر واقع أو أن
أُسُورقون وجده مكسبا سياسيا أن يصرح بذلك.
من بعد
شُشِنْقْ
الأول لم يسهم الملوك الأربعة اللاحقون سوى بالقليل في بوابة پِرْپَاسْتِت التي
في الكرنك، ولكن الكاهن الأكبر أُسُورقون بن
تَكِلوت
الثاني لم يكن الرجل الذي يترك فرصة مثل وجود جدران شاغرة تضيع من بين يديه،
فسجل أعماله وسياساته في ما لا يقل عن سبعة وسبعين عامودا بالغي الطول
بالهيروغليفية في نقشين. وبالرغم مما يعوقه من ثغرات الأجزاء المفقودة من النص وما لا يقل عنها من
ثغرات في معرفتنا
الفيلولوجية باللغة المصرية القديمة، تمكن
ر.كامينوس بدراسته للمستنسخات التي وفرها معهد الدراسات الشرقية في
جامعة شيكاغو من استخلاص أكبر قدر
ممكن من الحقائق التاريخية: تبدأ قصة أُسُورقون في العام الحادي عشر من حكم أبيه
عندما كان يعيش في بلدة
الهيبة لا تشغله أي طموحات كما يدعي، ولكنه بصفته حاكم مصر العليا ناداه واجبه ليقمع تمردا
اندلع في
طيبة،
فتوقف وهو في طريقه إلى هناك في شمون (
الأشمونين)
ليزور إلهها
تحوت وأمر
بإصلاح بعض الهياكل المتخربة، وعندما وصل إلى العاصمة الجنوبية استقبلته المدينة
بكاملها بالبِشر وخصوصا الكهنة، فاستتب له النظام سريعا وأحرق المذنبين الذين سيقوا
إليه، وعيَّن أبناء المسؤولين السابقين في مناصب آبائهم وأصدرت خمس مراسيم تخص معبد
الكرنك بفوائد مختلفة. قد يبدوا كل هذا للقارئ المعاصر غير ذي أهمية، مثل تخصيص الزيت
لإضاءة المصباح الكبير في قدس
أمونرع، وتوفير أوزة يوميا لكل من
معبدي
مونت و
أمِنوپ مما يعني 730 إوزة على مدار العام، كل هذا فعله في سبيل
الحياة والصحة
والرخاء لأبيه
تَكِلوت.
في الذكرى الثانية عشرة لجلوس أبيه على العرش تفوق أُسُورقون على نفسه في المجاملة
والتحذلق، جارَّا معه أسماء كل الآلهة الرئيسية ليبين مدى حكمته ونبله.
ربما كانت هناك هدنة قصيرة في التوتر ما بين الجنوب والشمال حيث نعلم أن
أُسُورقون زار طيبة ثلاث مرات في إحدى السنوات جالبا معه سفنا محملة بالهبات. ولكن
في العام الخامس عشر ثارت قلاقل
لم يتوان عن القتال في أوجها حائما مثل حُر(حورس) حول أبيه ؛ فمرت
سنون لم يكل فيها أحد عن اقتناص الآخر. على الأقل، أدرك أُسُورقون أنه لا سبيل
إلى إصلاح حال البلاد إلا بالوفاق، وقبِل أتباعه هذا الرأي بسرور، فجهز موكبا إلى
طيبة فيه ما لا يعد من المراكب المحملة بالهدايا إلى
أمونرع. تضمنت خطبته إلى الإله تلميحات
إلى أنه قد حابى الثوار بأكثر مما يستحقون، ولكن هذا لم يكن بلا فائدة لأنه تم
التوصل إلى اتفاق للصلح بسهولة. يلي ذلك ذكر مصاعب أخرى عندما وجد أُسُورقون نفسه
بلا صاحب، ولكنه تجاوز هذا بهدي العطايا للإله. بعد كل هذا لم يعد هناك مكان على
بوابة پِرْپَاسْتِت للمزيد من سيرة أُسُورقون وإنجازاته ففضل أن يخصص المساحة
الباقية لإحصاء الهدايا التي قدمها للملك
شُشِنْقْ
الثالث في ذكرى جلوسه التاسعة والعشرين، ولكن هذا لم يكن آخر ما سجل، حيث يذكر
نقش آخر أنه بصفته الكاهن الأكبر، زار طيبة مع آخوه بِكِنپتاح بعد أن قضوا على
أعدائهم الذين وقفوا في طريقهم. في ذاك الوقت كان لا بد أنه في السبعينات من
عمره.
لا تكمن أهمية السيرة الذاتية الطويلة التي سجلها أسورقون في شخصه بقدر ما تكمن
في الصورة التي ترسمها لمصر في ذلك الوقت وقد مزقتها النزاعات، هذه الحالة التي
غالبا استمرت حتى نهاية الأسرة، كما تجدر الإشارة إلى الانحيازية في ما سجله
أُسُورقون، فغالبا ما كان يعرِّف نفسه على أنه الكاهن الأكبر
لأمونرع، ولكن ما مصداقية هذا اللقب
عندما يحمله أمير عاش معظم حياته في بلدة
الهيبة وكانت زياراته لطيبة عارضة! في هذه الأثناء كانت الطقوس اليومية تقام في
الكرنك ومن المستبعد أنه لم يكن هناك كاهن أكبر مقيم فيه بصفة دائمة، حتى لو اضطر لأن
يتراجع في مواجهة مطالبة من هو أعلى أو أقوى. استنتج أن الحال كان هكذا مع شخص اسمه
حَرسِيسِس الذي يبدوا أنه كان يحمل هذا اللقب في عهد
شُشِنْقْ
الثالث.
و لكن كان هناك كاهن أكبر آخر اسمه
حَرسِيسِس خَلَفَ في هذا المنصب أبو ه
المدعو
ششنق أحد
أبناء
أُسُورقون
الأول. وهنا تواجهنا مشقة بالغة في دراسة الحقبة، بسبب التكرار المستمر للأسماء
في كلا شطري الدولة. ينطبق هذا أيضا على الألقاب الملكية، فمثلا استخدم على الأقل
ثمانية ملوك نفس اللقب الذي استخدمه
رَعْمِسِ
الرابع وهو
أُسِماعرَعسِتْپِنْأمون. هذه المشكلة محيرة فعلا، ولا
يمكن حلها إلى أن يتم إعادة جمع النقوش المبعثرة واستنساخها من جديد بدقة لدراستها،
ومع هذا سنظل غير واثقين من إمكان الوصول إلى سجلات دقيقة. إلى أن يحدث هذا علينا
أن نرضى بالحقائق المتناثرة من مثل اكتشاف الأثري
مونتت في
تانيس لبقايا
تكلوت
الثاني ممدا في تابوت حجري مستولى عليه من
المملكة
الوسطى ومعه
آنيته
الكانوبية وتماثيل
أُوشابْتي.
قرب نهاية الأسرة يزداد نفع الآثار التي وجدت في معبد
السِرابيوم،
حيث تذكر النقوش تواريخ مولد ووفاة عدد من عجول
أبيس بالإضافة إلى عمر كل منها. استنادا
إلى هذا حُسب أن
شُشِنْقْ
الثالث حكم ما لا يقل عن اثنتين وخمسين عاما، لِيَخْلٌفَهٌ ملك كنيته
القِطُّ. على غير المتوقع، تميزت مدد الحكم في هذه الأسرة بالطول، وهو ما
يناقض تعميما سابقا بأن طول الحكم في مصر يرتبط بالرخاء.
خص
مانِتون الأسرة الثانية والعشرين بمئة وعشرين عاما فقط، ولكن التسلسل الزمني المقبول حاليا
يجعل المدة تزيد على قرنين كاملين، من 950 ق.م إلى 730 ق.م.***************أسرة مصرية ثالثة وعشرون
الأسرة الثالثة والعشرون هي حكام معروفون في تاريخ مصر.
فترة
إنتقالية ثالثة حوالي 1070-712 ق.م.
الأسرة الثالثة والعشرون 828-712 ق.م. كانت تتألف من مجموعة من الملوك
المتعاصرين (عاصروا نهاية
الأسرة
الثانية والعشرون) حكموا في مناطق مختلفة وتواريخهم موضع خلاف ومن أشهرهم
رود
آمون, مزهرية.
متحف
اللوفر***************
الأسرة المصرية الرابعة والعشرون
الأسرة الرابعة والعشرون هي مجموعة قصيرة العمر من الفراعنة الذين اتخذوا
عاصمتهم في سايس، في غرب الدلتا. حكام معروفون في
تاريخ مصر.
وتعتبر تلك الأسرة جزءاً من
الفترة
الانتقالية الثالثة.
تف
ناختي الأول شكل تحالفاً من الممالك الصغيرة بالدلتا لإخضاع مصر العليا. تلك
الحملة استرعت انتباه
پيي، ملك
النوبة، الذي سجل تفاصيل
انتصاره على، وإخضاعه تف ناختي وحلفاءه في مدونة مفصلة.**************
أسرة مصرية خامسة وعشرون طهارقة
الأسرة المصرية الخامسة والعشرون نشأت في
كوش أطلق
عليهم المؤرخين
الفراعنة السود [1] بنوا أكثر من 220
هرم، في
نبتة المدينة الدولة، ثم غزوا وسيطروا
على مصر، تحت قيادة
كاشتا والملوك الذين تبعوه (
بعنخي وطهارقا) ، أصل هذه الأسرة
نوبي من
شمال
السودان، حكمت من
شمال
السودان حتى جنوب
تركيا مرورا
بمصر وفلسطين وسوريا ولبنان. وقد سميت الأسرة
الكوشية نسبة للإمبراطورية الكوشية التي تنتمي لها الأسرة. تعتبر من أقوى
الأسر
الفرعونية وأقوى الإمبراطوريات في العالم في ذلك الوقت مع وجود
الإمبراطورية
الرومانية والفارسية.وقد
خاض
ترهاقا حربا مع
الفرس والتي انتصر فيها
طهارقة على الفرس وقد قال
ملك الفرس ":
لقد رأيت قوما أشداء لم أر مثلهم قط".
وقد خاض
الكوشيون حربا
مع
الأشوريين للحفاظ على
مناطق حكم
المملكة
الكوشية، كانت نتيجتها هزيمة الكوشيين بسب كون أسلحتهم من
البرونز وهو معدن أضعف نسبيا من
الحديد الذي تكونت منه
أسلحة الأشووريين.
تراجع الكوشيون إلى جنوب مصر وشمال السودان وبدؤوا بتكوين مملكة جديدة وهي مملكة
نبتة القوية. ثم خاضوا حروبهم ضد
الرومان التي إنتصر فيها
الكوشيون على
الروم.
وبدءاً من عهد طهارقة، تم دفع ملوك تلك الأسرة إلى
النوبة، في البداية بواسطة
الآشوريين، ثم بواسطة فراعنة
الأسرة
السادسة والعشرين. خلفاؤهم قنعوا بالاستقرار في النوبة، حيث أسسوا مملكة
نبتة (656 - 590 ق.م.) ثم
مملكة
مروي (590 ق.م. - القرن الرابع
الميلادي).
وتلك الأسرة غالباً ما تعتبر جزءاً من
الفترة
الإنتقالية الثالثة.