(1) الطبقة العليا:-
*********
اذا كان الهدف من السرد لكل الحكام ذوى الاصل البسيط هو بيان أن ظاهرة الصعود الاجتماعى المفاجئ أو الهبوط الاجتماعى المفاجئ كانت تشيع الاضطراب وعدم الاستقرار فى الطبقات الافقية لمجتمع (القسطنطينية) فمع كل مرة تغير فيها الشخص الجالس على العرش الامبراطورى أو حتى حين كان الجالس على العرش يقوم بتغير موظفى حكومته لسبب ما ،كان البناء الاجتماعى يهتز بشدة ، ويرجع السبب الى ان القادمين الجدد وخاصة الاباطرة ذوى الاصل المتواضع الذين صعدوا عموديا الى القمة فجاءة يقومون فى أغلب الاحوال احضار عصبة من الاقارب والاتباع ومن كبار الموظفين معهم ، ثم يعيدون قرارات تعينهم فى المناصب العليا فى الدولة وبها تدخل فئة جديدة مجتمع الطبقة العليا.
يصاحب هذا عزل عدد كبير من الموظفين الذين شغلوا حتى ذلك الوقت تلك المناصب العليا، وفى كثير من الاحيان يتم تجريدهم من ألقابهم واجبارهم على الهبوط الى الطبقة الادنى وبهذا تخرج فئة من مجتمع الطبقة العليا......
ويمكن القول أن تكرار وتعدد حوادث تعين وعزل شاغلى الوظائف المختلفة فى الحكومة بصفة عامة وشاغلى الوظائف العليا بصفة خاصة؛ قد أدى الى عدم تكون طبقة تقليدية من النبلاء العاملين فى خدمة الاباطرة أو تكون طبقة أرستقراطية مدنية مستقرة فى العاصمة لآداء هذه المهمة ، ومن الطريف أنه فى غير أوقات الازمان أيضا كانت هناك فرص عديدة للفرد الطموح الذى يملك بعض المال لشراء أحد المناصب فى الدولة، فكان الفرد يقوم بمنح الحكومة قرضا بفوائد رمزية ؛ فيتم تعينه بالتالى فى أحدى الوظائف فى مقابل هذا القرض ،وكان المبلغ المستثمر ينتمى كل حق لصاحبة فيه من الناحية العملية لانه أصبح الآن موظفا وينال راتبا منتظما ،ولا شك أن تعين الفرد فى أحد المناصب العليا كان لا يعنى فقط تمتعه بالقوة والنفوذ والاحترام والمكانة الاجتماعية ،بل كان يعنى تمتعه بالآمان المادى، ومن هنا كان عزل الفرد من منصبه وتجريده من لقب يعتبر كارثة أجتماعية لأنه اذا كان أحد الصاعدين من الطبقة الدنيا فان عزلة وتجريده من لقبه يهدد الاساس الذى تستند عليه مكانته فى المجتمع فضلا عن موارده المادية.....
ويمكن القول أن هناك فئه أجتماعية عاشت فى الامبراطورية ، ويمكن وصفها أنها نبيلة أو أرستقراطية بالوراثة ، وتتمثل هذة الفئة فى العائلات الارستقراطية الكبيرة فى الاقاليم وهى عائلات كانت تمتلك ضياع ضخمة من الارض الزراعية والرعوية وربما كانت هذة الفئة الأرستقراطية امتدادا لسادة وحكام الاقاليم المستقلة استقلال ذاتى منذ العصر الرومانى .
كما أن جزءا منها تكون فى فجرالتاريخ الوسيط خلال الأزمة الاقتصادية التى شهدها العالم الرومانى فى القرنين الثالث والرابع وخلال تطور نظام التبعية الشخصية والاضطراب الذى ساد فى القرن الخامس الميلادى ولكنه يلاحظ أن هذه الفئة الأرستقراطية القديمة أصابها الاضمحلال خلال الفترة المظلمة فترة القرنين السابع والثامن الميلادى.
وكادت تختفى لاسباب عديدة منها تعرض ملكياتها الزراعية الضخمة فى الاقاليم للتخريب من قبل أعداء الامبراطوريين :الفرس والعرب المسلمين بالنسبة لأقاليم أسيا الصغرى والسلاف والأفار والبلغار بالنسبة لأقاليم البلقان ، ولكن التطور الذى أصاب التنظيمات الأدارية والعسكرية فى الاقاليم خلال نفس الفترة الزمنية ؛ أدى الى ظهور طبقة جديدة فى أقاليم آسيا الصغرى هى الطبقة الأرستقراطية العسكرية ،واستطاع أبناء هذه الطبقة الجديدة تكوين ثروات طائلة فى الثيمات التى تولوا قيادتها نضمنت لهم عددا كبيرا من الاتباع وأعطى هذا لعائلاتهم مكانة اجتماعية أخذت تنمو يوما بعد الاخر وكانت هذه المكانة المتميزة أفضل منهم نبلاء أو أرستقراطين بالوراثة.
وبالفحص الدقيق لسجلات الموظفين وحياتهم فى هذه الفترة يمكن القول أن أبناء هذه الطبقة الارستقراطية المرتكزة فى الاقاليم اذا لاحت لهم فرصة الحصول على وظيفة حكومية ؛فان الاغلبية كانت تفضل الحصول على المناصب.
ينتمى الى الطبقة العليا فى مجتمع (القسطنطينية) أيضا فئه (نبلاء السناتو) والمعروف أن الامبراطور (قسطنطين الكبير) نقل عددا كبيرا من أعضاء مجلس السناتو الرومانى من روما القديمة الى روما الجديدة ولكن خلاصة هذه الطبقة السناتورية النبيلة المعتزة بنفسها والتى لم تتحمس لسياسة (قسطنطين) الدينية ظلت فى روما وفى بداية عهده قام الامبراطور (قسطنطنيوس الثانى) بانشاء (مجلس سناتو)أخر فى (القسطنطينية) لينافس مثيله فى روما التى كانت تحت حكم أخية الأصغر(قنسطانز الاول 337 -350 م).
وكانت الطبقة العليا التى تتكون من فئه كبار موظفى الحكومة والقصر وحملة الالقاب الرسمية والشرقية والفئة السناتورية لم تتركز حول مدينة (القسطنطينية) بل تركزت حول العرش الامبراطورى فى السلطة والحكومة والقصر وبذلك فكانت تمثل كل الامبراطورية وليس (القسطنطينية )فقط...
(2)الطبقة الوسطى :-
**********
هذه الطبقة لا تنتمى بالتأكيد للطبقة الدنيا أوللفئة المعدومة وكانت فئات الطبقة الوسطى تملك المال ولكنها بعيدة عن السلطات ومن هذه الفئات ملاك الاراضى وأصحاب المهن الحرة مثل الأطباء والمعلمين الخصوصين والموثقين القانونيين وأصحاب السفن والبيوت التجارية والصناعات وكبار التجار الذين يتعاملوا مع الاعمال الكبيرة ، وقد جذبت هذه الاعمال التجارية المربحة الخاصة بأبناء الطبقة الوسطى الكثير من أبناء الطبقة العليا كما شارك فيها بعض رجال الدين.
لا شك أن أصحاب البيوت التجارية والمصانع وكبار التجار يمثلون المجموعة الرئيسية والفئة الأولى فى مجتمع الطبقة الوسطى حيث كانت هذه الفئة على درجةكبيرة من الثراء مثل أولئك الذين خرجوا مع الامبراطور (هرقل 623 م) للقاء (خان اللآفار) فى (تراقيا)،أو مثل أولئك الذين دعاهم الامبراطور (ليوالرابع 775-780 م) ليقسموا قسم الولاء لأبنة الصغير(قسطنطين السادس) بعد أن عينة أمبراطورا مشاركا فى (24 أبريل 776م) كذلك كانت فئة أصحاب السفن من فئات الطبقة الوسطى الهامة فكان يحقق ربحا كبيرا لأنه يظهر فى صورة التاجر الكبير الذى يعمل فى تجارة الاستيراد أو المستورد.
ومن الفئات التى كان لها أهمية أقتصادية ، أصحاب محلات المجوهرات والصرافين فهذة الفئة كانت على درجة كبيرة من الثراء لأنها تسيطر على تجارة المعادن الثمينة.
وتنتمى الى الطبقة الوسطى فئة اخرى وهى فئة المثقفين وقد شغل هؤلاء العديد من الوظائف وهى انهم عملوا بالتدريس فى المدارس وفى جامعة (القسطنطينية) كما قاموا بأعطاء الدروس الخاصة كذلك عمل أبناء هم فى الادارات الحكومية والكنيسة ومسجلين وموثقين فى الادارات التسجيل و السكرتارية فى مختلف الادارات الحكومية والقصر وكنيسة (القسطنطينية) ، ويلاحظ أن رواتبهم كانت ضئيلة لذلك حاولوا تحسين دخولهم اما بتاليف القصائد الشعرية لمحبى الآداب وهذه الفئة لم تشكل خطرا على السلام الاجتماعى فى العاصمة البيزنطية.
وتولى خمسة من كبار الشمامسة الاشراف على ادارات (بطريركية القسطنطينية) وقاموا بالاشراف على كل الشئون الادارية والادارة المالية بصفة خاصة .....
وكان رجال الدين فى (بطريركية القسطنطينية) حرصين على استقطاع جزء من (البطريركية) لأنفسهم ،وكان هذا عرفا مشروعا لذلك حرصوا على مضاعفة عوائد وأرباح موارد الكنيسة سواء كانت ملكيات زراعية أومصانع أو متاجر ؛وأدى ذلك الى ربط رجال الدين بطبقة كبار ملاك الاراضى ,الفئات الغنية بالطبقة الوسطى.
ويعتبر البطريرك شخصية هامة فهو رأس الهرم الكنسى ولكن يتوقف استمراره فى منصبه على رضا الامبراطور عنه ، بالنسبة لصغار رجال الدين فيمكن القول أن قس الكنيسة لم يكن له دور اجتماعى بارز فى مجتمع العاصمة يستحق الذكر، فالقس كان الراعى الروحى لسكان الحى الذى يهتم بضمير وسلوك الناس التابعين لكنيسته وهو الذى كان يقوم بواجبات آداء الطقس الدينى والتعمد ومراسيم دفن الموتى فدخله كان من الرسوم الضئلة التى يدفعها الناس مقابل تلك الخدمات ، وموارد الكنيسة لا تعنى حاجات القس ومطالبه المتواضعة .
وتتحدث المصادر البيزنطية عن الرهبان أنهم هم الاباطرة الذين اعتزلوا العرش أو أجبروا على أعتزاله كذلك أقارب الامبراطور وكبار الموظفين وموظفين القصر والحكومة.....
وكان الافراد الذين شيدوا الاديرة كانوا من مختلف الطبقات الاجتماعية علمانية كانت أم دينية رجالا كانوا أم نساء ،وكانت الاديرة الخاصة بالعاصمة كبيرة ولها موارد مثل الدير الذى أسسه رجل القانون (أتالياس) فى القرن الحادى عشر وباقى الاديرة كانت صغيرة محدوده الموارد بها منزل من قام بتشيدها ...
لقد بلغ اضطهاد الرهبان درجة لا مثيل لها فى عهد الامبراطور (قسطنطين الخامس 741 _775 م) الذى حاول على حد قول أحد المؤرخين اقتلاع الاديرة من جذورها فخلال عهده تم تدمير عدد كبير من الاديرة وتم احراق الكتب المتصلة بالاديرة التى تدعو الى الرهبنة.
ولم يؤثرهذا على المكانة الخاصة التى احتلها الراهب فى المجتمع البيزنطى لقد كان للراهب مكانة فى قلوب الناس من مختلف الطبقات فزهده الدنيا وبساطته وأسلوب حياته جعلته قريبا من الرب لذلك احترمه الناس وأعجبوا به وكثير ما لجأوا اليه وقت الحاجة كذلك احبه الاباطرة فشاركوه الطعام واكتسبوا بركته واستشاروه قبل البدأ فى المشروعات الهامة...
(3)الطبقة العامة "الدنيا" :-
*************
لاشك أن طبقة العامة هى الطبقة الرئيسية الثالثة فى مجتمع مدينة (القسطنطينية ) ،وكانت هذة الطبقة العريضة تحتل قاعدة الهرم الاجتماعى والتى تتكون من عده فئات وهم العبيد وأنصاف الاحرار والمتسولين والعمال المؤقتين وعمال اليومية فى المصانع والمحلات التجارية وصغار الحرفيين وصغار التجار.
أ)العبيد :- كان وضعهم القانونى فى العصر البيزنطى المبكر وحتى فى العصر البيزنطى الاوسط يشبه وضعهم القانونى
فى العصر القديم المتأخر فى عدد من الامور.
لم تعد اهم أهمية أقتصادية فى العاصمة البيزنطية كما أن عددهم لم يكن كبيرا.
ب)المتسولين والاحرار والعمال الموقتين وعمال اليومية:-
لا شك ان أحوال هذة الفئة كانت بائسة فقد كان امرا عاديا ألا تكون لغالبية أفراد هذة الفئة مسكنا خاصا
لأن الايجارات كانت مرتفعة والاجور ضئيلة ولهذا كانوا يتجولون ليلا ونهارا فى الشوارع والاديرة
وامام القصور .
يبدوا أن (القسطنطينية) قد جاءت عددا كبيرا من المتسولين منذ البداية ؛ بسب قيام الامبراطور (قسطنطين الكبير) منذ عام (332م) بتوزيع ما كان يعرف بخبز العامة أو دقيق الشعب على فقراء العاصمة.
لقد أدت الهجرة المستمرة من الأقاليم الى العاصمة ؛ الى زيادة عدد السكان ، فكل من أراد البحث عن حظه رحل الى (القسطنطينية) ولكن لم يجد كل من فعل ذلك حظه هناك ،ولقد بلغ حجم الهجرة من الريف الى العاصمة درجة كبيرة من الربع الاول من القرن السادس الميلادى ، مما اضطر الامبراطور (جستنيان) الى انشاء جهاز الشرطة ثم تطور هذا الجهاز وأصبح من مهام صاحب الشرطة حفظ النظام فى المدينة ومتابعة الزوار والتأكد من عودتهم الى أقاليمهم وقضائهم لحوائجهم .(4)
ومن أهم ما أخذ على (قسطنطين ) أنه زاد من الضرائب مما أدى الى جمعها بالقوة وأسقاط كامل الشعب الامل الذى أدى الى تحويل كثير من افراد الشعب البيزنطى الى عبيد وسخرة ومتسولين كل هذا أدى الى زيادة الطبقة الدنيا فى المجتمع البيزنطى وهى (العبيد وأنصاف الاحرار والعمال المؤجورين وعمال المصانع والمحلات التجارية وصغار الحرفين
وصغار التجار والفلاحين ).(5)
وتتكون الفئة الأخيرة من طبقة العامة من :-
ج)صغار الحرفيين والعاملين فى الصناعات والمتاجر المملوكة للاخرين فضلا عن صغارالتجاروغيرهم :-
ويبدو أن هذه الفئة التى شكلت أفضل فئات طبقة العامة عاشت حياة طيبة أثارت حسد بعض المثقفين الذين اعتقدوا أن
هذة الفئة تعيش حياة اجتماعية أفضل.
لم تكن (القسطنطينية )مدينة عادية بل مدينة كبيرة وعاصمة الامبراطورية أذا تميز سكانها بالنشاط الجم والاهتمام الشديد بالسياسة
واذا كان أبناء الطبقة العليا قد حاولوا دائما التسلل الى طبقة كبار ملاك الاراضى من أجل تأمين مستقبلهم فقد حرصوا أيضا وفى نفس
الوقت على ان يكون لهم اتباع من بين فئات الطبقة الدنيا. ،بالتالى ادى اتصال قاعدة الهرم الاجتماعى بالطبقة العليا فيه.(6)
أحيانا كانت الطبقة الدنيا تدخل فى الصراع السياسى مثلما حدث فى عهد (جستنيان الاول) انقسم المجتمع البيزنطى الى حزبيين ،(حزب الخضر) وهو من الطبقة الدنيا و(حزب الزرق)من الطبقة العليا ،وانضم الاثنين معا فى ثورة (نيقا) ضد الامبراطور (جستنيان) مما دفعه الى اخماد الثورة ونشر النظام الحاكم والصارم من أجل العدل فى المجتمع البيزنطى وتحقيق المساواة .(7)
(4)وسام عبد العزيز فرج :بيزنطة ،دار المعرفة ،اسكندرية ،ص 169 :190 .
(5)محمد مرسى الشيخ : مرجع سابق ،1997 ،ص 23:25 .
(6)وسام عبد العزيز فرج :مرجع سابق ،ص 190 :191 .
(7) محمود سعيد عمران : تاريخ الامبراطورية البيزنطية ، المعرفة الجامعية ،1997 ،ص 50 :52 .
<TABLE class=forumline cellSpacing=1 cellPadding=0 width="100%" border=0 sizcache="2" sizset="0">
<TR class=post sizcache="2" sizset="3"> <td class=row1 vAlign=top width="100%" colSpan=2 height=28 sizcache="2" sizset="3"><TABLE cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%" border=0 sizcache="2" sizset="3">
<TR sizcache="2" sizset="3"> <td colSpan=2 sizcache="2" sizset="3">مظاهر النشاط الاجتماعى فى العاصمة البيزنطية:-
*******************
لا شك أن هناك ارتباط بين الهرم الاجتماعى وساحة السباق المعروفة ب(الهيبدروم) فهناك تنافس أربع فرق اتخذت لنفسها ألوانا مختلفة وانتسب أتباع كل فرقة الى اللون الذى يميزها فكان (الزرق)اى انصار الفريق الذى يتميز باللون الازرق ،(الخضر ،الحمر ،البيض ) ، ويلاحظ أن ارتباط الطبقات المختلفة للسكان بغير الهيبدروم كان الارتباط يتوقف على تركيز اهتمام الناس المستمر بالالعاب الرياضية والسياسة ن كما كان يتوقف على مدى كفاءة المحلية (للهبيدروم ) فى دعوة جموع السكان لحضور اجتماعات عامة سواء تم هذا بمبادرة من انفسهم اومن الامبراطور .......
ويجب ان نفرق بين أمرين :-
1)الفرق الرياضية المحترفة التى مارست السباق والالعاب الرياضية .
2)أنصار وأتباع كل فرقة.
لقد كانت الفرق الرياضية الاربعة ميزتها اربعة الوان هى (الازرق ،الاخضر،الاحمر ،والابيض)،
ولكن المشجعين والانصار انقسموا الى قسمين لأنهم شجعوا احد الفريقين الرئيسين (الاخضر والازرق) وسرعان ما نمى التنافس بين أنصار فريقى (الزرق والخضر) وتطور تدريجيا فى مدينة كبيرة مثل (القسطنطينية) وتحول الى تنافس سياسى هام قادر على التاثير على مصير الامبراطورية ،واصبح على الاباطرة أخذه بعين الاعتبار.
فقد استمر اشتراك حزبى (الزرق والخضر) فى اختيار الاباطرة كعامل هام حتى نهاية القرن السابع الميلادى، اما وجود الفرق ونشاطها الرياضى فى (الهيبدروم) واستعراضاتها فى مراسم واحتفالات القصر فقد استمر حتى القرن الثانى عشر الميلادى.
واذا كان الدور السياسى لفرقتى (الزرق والخضر) قد اختفى فأن هذا لا يعنى أن اهل ( القسطنطينية) قد تركوا الحياة السياسية ولكنه يعنى ببساطة أن سكان العاصمة تركوا اختلافهم وانقسامهم الى حزبين وعادوا الى الحزب الواحد الذى يضم كل الناس.
على أية حال ، انتهى التنافس السياسى بين الحزبين (الزرق والخضر) واضمحل النشاط السياسى للحزبين خلال الفترة الممتدة من عهد الامبراطور (هرقل ) وحتى عهد الامبراطور(ليو الثالث) كما اختفى ذكرهما فى المصادر تدريجيا ، واقتصر نشاطهم على الاشتراك فى المراسيم والاحتفالات الرسمية .
لقد حرص سكان (القسطنطينية) على حقهم فى المشاركة السياسية ودافعوا عن هذا الحق بكل قوة ورغم أن الاباطرة البيزنطيين عرفوا باستبدادهم وتسلطهم الا أنهم اعترفوا بشكل أوبأخر بهذا الحق الشعبى ، كذلك استمر (الهبيدروم) يؤدى دوره كساحة السباق والعروض الرياضية وظلت الالوان الاربعة تميز الفرق المتسابقة حتى القرن الثانى عشر الميلادى.
كما استمر (الهيبدروم ) مكانا للقاء الناس للتباحث فى أمور الدنيا وأمورالسياسة.(
(وسام عبد العزيز فرج : مرجع سابق ،ص 191 :197 .
الخاتمة:-
************
فى نهاية الامر قد توصلنا الى نتائج حيث تعرفنا على الكثير من المعلومات عن مجتمع (القسطنطينة) والمدينة نفسها وكيف نشأت وبعض الحكام الذين حكموا فى فترة من الفترات التى مرت بتلك المدينة....
ومن خلال بحثنا هذا قد توصلنا تعرفنا على أحوال المجتمع البيزنطى من حيث التعرف على كثافة السكان فى المجتمع البيزنطى والنظام الاجتماعى فى هذة الامبراطورية العريقة ، وقد تعرضت تلك المدينة الى عدة أخطار كادت أن تحدد تلك المدينة وبناءها الاجتماعى والسياسى والاقتصادى ومنها الكوارث الطبيعية ،وأيضا الاخطار الخارجية، فقد عاشت الامبراطورية ساعات عديدة تعرضت فيها للخطر.
ومن خلال سرد الاحداث والتطلع لقد توصلنا الى أن المجتمع البيزنطى كان مجتمع طبقى حيث قامت فيه عدة طبقات أهمهم الطبقة العليا التى كانت تشمل الامبراطور وكبار موظفى الحكومة ،وقد ظهر فى مجتمع (القسطنطينية) ظاهرة الصعود الاجتماعى المفاجئ أو الهبوط الاجتماعى المفاجئ ،وكان هناك أيضا الطبقة الوسطى التى كانت تشمل كبار الموظفين وأصحاب المهن الحرة كالاطباء والمعلمين وغيرهم .
وأيضا ظهرت الطبقة الدنيا التى انقسمت الى عدة فئات وهم (فئة العبيد ، فئة المتسولين والاحرار والعمال المؤقتين وعمال اليومية ، فئة أخيرة تتكون من الحرفين والعاملين فى الصناعات والمتاجر).
وقد حاول أبناء الطبقة العليا التسلل الى طبقة كبار ملاك الارض من أجل تأمين مستقيلهم وقد حرصوا على أن يكون لهم أتباع فى الطبقة الدنيا ؛ وأدى ذلك الى اتصال الطبقة العليا بقاعدة الهرم الاجتماعى.
كانت (للقسطنطينية) نشاط اجتماعى لاشك أنه ارتبط بالهرم الاجتماعى وساحة السباق المعروفة ب(الهيبدروم )،حيث انقسم السكان الى أربعة أحزاب ثم حدث تضامن وأصبح حزبين فقط ..
وفى النهاية نود أن نقول أن مجتمع (القسطنطينية)مثل المجتمعات الاخرى.
</TD></TR></TABLE></TD></TR> <TR sizcache="0" sizset="41"> <td class="row1 browse-arrows" vAlign=center align=middle width=150 sizcache="0" sizset="41"> </TD> <td class="row1 messaging gensmall" width="100%" height=28><TABLE cellSpacing=0 cellPadding=0 border=0>
<TR> <td vAlign=center></TD></TR></TABLE></TD></TR></TABLE>
|