خطه البحث
أ - المقدمة .
- الفصل الأول :- البيت الأيسورى وصراعه ضد الأيقونات
أ - ليو والحملة علي الأيقونات
ب - تطور الحركة اللأيقونية منذ وفاة ليو
الثالث حتى نهاية حكم البيت الأيسورى
- الفصل الثانى : الأسرة العامورية وصراعها ضد الأيقونات
ب - الخاتمة
جـ - قائمة المراجع
أ - المقدمة :-
إن الصراع الأيقونى كان بمثابة الطاعون الذى استشرى في كلا من الشرق والغرب الأوروبي والذى استنفذ جهود أباطرة عظماء سجلوا اسمهم في التاريخ بحروف من ذهب ، ولكن هناك منهم من تعرض للنقد والإهمال والكذب من قبل المؤرخين وذلك بسبب سياستهم المعادية للحركه الأيقونية ، نذكر منهم الإمبراطور ( ليو الأيسورى ) - أول من حاربق الأيقونات الذى تعب كثيرا للقضاء علي الحركه الايقونية ، ويمكن القول بأن عبادة الصور والتماثيل والأيقونات انتشرت في طول الإمبراطورية وعرضها بشكل مخيف ، ولقد احتلت مكانها الخطير في التاريخ الوسيط ولهذا جاء اختيارنا للموضوع وفترة مقاومه الأيقونات التي تتمثل في البيت الأيسورى والأسرة العاموريه تعد من اهم فترات التاريخ الوسيط وذلك بسبب حروب ليو الأيسورى مع العرب والنهضه التي أحدثها في جميع أرجاء دولته وإستكمال خلفاءه لها ، كما ان هذه الفترة تلقي ضوءا علي الشخصيات الهامة في تلك الفتره والمتمثلة في البابا والقديسيين والإمبراطور ورجال الجيش وعامه الشعب ، كما أنها تلقي أضواءا على كلا من الحياة الإجتماعية والثقافية والسياسية والفكريه والحربية والاقتصادية التى قامت عليها شعوب تلك الفترة .
ولقد اتبعنا المنهج التفصيلي ، وقسمنا هذاالبحث الي فصلات ، يتناول الفصل الأول التحدث عن البيت الأيسوري وجهوده وصراعه مع الايقونات ، ويتناول هذا الفصل نقطتان وهما فتره ليو وحملته علي الايقونات وجهود خلفاءه وصراعهم ضد الايقونات
ويتناول الفصل الثاني صراع الاسره العاموريه مع الايقونات الي نهايه هذه الاسره لتاتي بعدها الدوله المقدونيه وتعيد امجاد الدوله التي ضاعت نتيجه هذا الصراع .
ولقد واجهتنا صعوبات كثيره اثناء عمل البحث متمثله في ايجاد الخرائط التوضيحيه للامبراطوريه البيزنطيه في ذلك الوقت ، كما تعثر لدينا ادماج الكثير من المناهج البحثيه وادخالها في البحث فلقد اعتمدنا بشكل رئيسي علي المنهج التفصيلي بايجاز حتي يولد لدينا - نحن الطلبه- بعد رئيسي للموضوع لننطلق من خلاله الي جميع المناهج وحتي نسلط الضوء بعد ذلك علي الكثير من المناهج من بدايه جيده تصلح ان تجعل لدينا روح نقد سليمه لتلك الحقائق التاريخيه
وخير مانختم به هذا التقديم قوله جل من علا في سوره البقرة آية 286
" ربنا لاتؤاخذنا إن نسينا او اخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته علي الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لاطاقه لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا علي القوم الكافرين " صدق الله العظيم
ب - الخاتمه
وبعد هذا القدر الذي كان مكتوبا علي جبين الاسرة الايسوريه والاسره العاموريه من مقاومه الايقونات فقد اصبحت الامبراطوريه مجهده بسبب ذلك النزاع الديني الذي استمر حوالي مائة عام وهناك من يقول انه استمر حوالي مائة وعشرون عاما .
وعلي كل حال فبعد موت الامبراطور الاخير تلته في الحكم كوصيه علي ابنها القاصر زوجته الامبراطوره ( ثيودورا ) وكانت طيله الوقت تعمل علي نصره الايقونات ومن هنا نري ان كان هناك المؤيد والمعارض لهذه العباده في تلك الفترات
ونستنتج من هذا الموضوع عدة نقاط وهي كالتالي :-
1 - توقف النمو والحضاره للدوله خلال فترة الصراع الايقوني
2- تدهور الشئون الداخليه للبلاد في حكم بعض الاباطره وهناك من الاباطره من وقف مثل الجبال وحرك المجتمع من حوله
3- زيادة نفوذ رجال الدين والكنيسه والتفاف الشعب حولهم
4- وجود البدع والخرافات في الدين المسيحي مما ادي الي تشويه الدين في عقل الاجيال القادمه
5- تشويه تاريخ بعض الاباطرة الذين دخلوا في الصراع الايقوني رغم انهم اعلام اجلاء
6- اختلاف سياسه الاباطره فمنهم من كان يحارب الايقونات ومنهم من نصرها
7 - وجود هذه الايقونات وبقائها حتي العصر الحديث
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الاول : البيت الأيسورى وصراعه ضد الايقونات .
لقد بدء تاريخ المسيحيه وانتشارها في كلا من الغرب الاوروبي والشرق عام 313 م عندما اصدر الامبراطور قسطنطين الكبير constantine i (305 - 337 م ) مرسوم ميلان الشهير ، وكالعادة لم تسلم الديانات وخاصة المسيحية من الخلافات التى كان منبعها زمن أريوس وأثناسيوس وبعد هذه الخلافات تطورت الاحوال وابتدع رجال الدين والرهبان الخزعبلات والخرافات وكان ذلك من أجل اهداف تتفق مع مصالحهم ، فقد كانوايريدون ان يدخل المسيحية اكبر عدد من الشعب وذلك لكي يبسطوا سيطرتهم عليهم ، ومن هذا المنطلق فقد ركزوا جهدهم علي طبيعه عقليه وتفكير اغلب الشعب حيث كان هذا الشعب وثنيا يعبد الاصنام ولهذا فقد حققوا لهم هذا الاتجاه في الدين المسيحي إذ جعلوا الرهبان والانبياء والقديسيين أشخاصا يتبركوا بها وتماثيل يعبدونها ويتبركون بها ومن هنا فقد انضم الشعب الي الدين المسيحي وبدأت فكرة عبادة الصور Image worship كإمداد لطبيعتهم السابقة وهي الطبيعه الوثنية .
* معني الأيقونه Icon :-
هي الصور والرسوم والتماثيل التي تصور او تمثل المسيح والقديسيين ، والتي أفادت الكنيسه في البدايه في تقريب العقيده لاذهان الأميين وتعليمهم الدين الجديد ، ولم تكن جديده في بيزنطه ولكنها شاعت بمرور الوقت ، لإمتلأت بها الكنائس والاديرة وعلقت بالدور والحوانيت وأقيمت في الميادين العامه .
* الصراع الأيقوني :- Iconclastic ontroversy
الواقع ان الصراع حول عبادة الصور والأيقونات يعد مرحلة جديده من مراحل التاريخ البيزنطي ، فلقد غلب علي الحياة الإجتماعية البيزنطية شئ من الروحانيات المقترنه ببعض الأوهام والخزعبلات والخرافات وشاع بين الناس الاعتقاد في المعجزات والنبوءات والؤيات ومن هنا إزدادت مكانة رجال الدين الأحياء منهم والأموات ، وأقبل الناس علي التماس البركات من تلك المشاهد والعوده بأثر من آثارهم أو رسم من رسومهم
ليكون ذلك الرسم الملاك الحارس لهم والتميمه التى تحفظ لهم اطفالهم وذويهم .
ولقد إحتلت صور المسيح والعذراء المكانه المرموقه في القسطنطينيه وسائر المدن البيزنطية وسجد الناس لها يستلهمون النصرة ودفع المكروه والتمسو الشفاء والربكة وقضاء الحاجات ، وكثيرا ما أحرقوا لها البخور وكانوا يقبلونها بإخلاص وخشوع ، وساير رجال الدين الناس فيما ذهبوا ذإليه واعتبروا تلك الصور ليست إلا إنجيل الأمنين "1" ومنذ فترة مبكرة ثار كثير من المؤمنين المسيحيين علي ذلك التدهور في العقيدة المسيحية ، وإزدادت الحركة ضد عبادة الأيقونات في القرن السابع وخاصة في الأسيوية من الإمبراطورية ، علي الأرجح لتأثير اليهودية والاسلام "2" .
أ - ليو والحملة علي الايقونات :-
أما عن سياسه ليو الدينية ، فقد سلك سياسه أدت الي أساءة العلاقات مع البابوية ، وذلك حين أعلن مناهضته لعبادة الصور والايقونات ، فلقد أصدر ( ليو الثالث ) في عام 726 م مرسوما يحرم عبادة الصور والايقونات بتاييد من بعض قطاعات الشعب وكبار رجال الدوله .
ولقد ظهرت تلك المقاومه والمعارضه بوضوح في الجهات الشرقية من الامبراطورية لنشاط الحركة اللايقونية
"1" محمد مرسي الشيخ : تاريخ الامبراطورية البيزنطية ، ط2 دار المعرفه الجامعية ، ال‘سكندرية ، 1997 ،ص119.
"2" عمر كمال توفيق : تاريخ الامبراطوريه البيزنطية ، دار المعارف ، القاهرة ،1967 ،ص85
بتأثير من الاسلام وكره المسلمين لعباده الاصنام لقد تأثر ( ليو الثالث ) تأثرا كبيرا بالحضاره الاسلامية والعقليه الاسلامية حيث كانت تربطة بالمسلمين علاقات الموده والمحبة قبل ولايته العرش حتي اطلق عليه البعض (ليو ذي العقليه الاسلامية ) لذلك حرص علي ان يمضي في سياسته الدينيه فصار يلقي العظات ويشرح فيها مافي هذه العباده من الحماقة ، ولم يكن ( ليو الثالث ) مثقفا ثقافه عاليه بل كانت معلوماته عن اللاهوت المسيحي سطحية ، لإنه لم يكن إلا قائدا عسكريا فكر كما فكر باقي جنود بيزنطه فيما نزل بالامبراطويه من كوارث ، ولماذا توقف الله عن تأييدها ، ولماذا نصر عليها اعدائها ؟ ، ومن هنا اهتدي ( ليو الثالث ) الي ذلك وقال ربما يكون بسبب ما انتشر من خرافات وخزعبلات وتقديش للصور والايقونات ، لذلك مضي ( ليو ) في سياسته اللايقونيه واحدث خطوه تصاعديه فيها حيث امر بتدمير تمثال المسيح المقام باعلي مداخل القصر الامبراطوري وكان يعلم تماما ام هذا التمثال يحتل مكانه خاصه في قلوب الناس ، وربما أدي تدميرة الي ثورة عارمه في العاصمه .
نتائج هذا الصراع :-
بالفعل اندلعت الثوره في القسطنطينيه وتجمهر الناس واشتد سخطهم وفتكوا بنائب الامبراطور الدي وكل اليه تحطيم هذا التمثال ولكن رد الامبراطور علي هذا بانه امر بالتنكل بهؤلاء المتظاهرين ولقي بعضهم حتفه .
ولقد انبثقت المعارضه والتمرد من بلاد اليونان التي نادت بامبراطور جديد وارسلت اسطولا لمهاجمه القسطنطينيه رغم قوة ( ليو الثالث ) الا انه فشل في حمل اليونان علي تغيير موقفها من الحركه اللايقونيه ، لذلك لجأ الامبراطور لشئ من الحذر في سياسته اللايقونيه ، تحاور مع السلطات الكنيسيه وحاول ان يظفر بتاييد من البابا وبطريرق القسطنطينيه ولكن ماعرضه ( ليو ) علي البابا والبطريرق لم تؤد الي نتائج حاسمه .
وعلي الرغم من ان البابا ( جريجوري الثاني ) لم يكن يوافق الامبراطور علي سياسته الدينيه الجديده الا انه حرص علي تجنب الشقاق مع الامبراطور وان يحتفظ بالولاء لبيزنطه بسبب حاجته الماسه الي حمايه الامبراطوريه ضد الخطر اللمباردي الذي كان يهدد البابويه في ايطاليا ، ويبدو ان ذلك التحفظ من قبل البابا ( جريجوري الثاني ) تجاه الامبراطوريه وسياستها الدينيه شجع ( ليو الثالث ) علي ان يمضى قدما في سياسته الدينيه ولو ادي الامر الي استخدام القوه لتحقيق اغراضه .
ومن هنا اصدر الامبراطور قرارا يقضي بتدميركل الاقونات المقدسه وتحريم ماكان سائدا من عبادتها في الامبراطوريه
* موقف البابا جريجوري الثالث من سياسه ليو الثالث الدينيه :-
اعلن البابا ( جريجوري الثالث ) معارضته لسياسه الامبراطور الدينيه علي الرغم من ان الامبراطور لم يستطع تنفيذ سياسته في ايطاليا لبعدها عن مقر الحكم البيزنطي ، وكان البابا جديا في معارضته وبادر بعقد مجمع ديني في روما انكر فيه سياسة بيزنطه اللايقونيه واعتبر اللايقونين خاجين علي الكنيسه ، هذا فضلا عن معارضه الديريين الذين وجدوا في تقديس الصور والايقونات مصالح خاصه بهم ، وايضا مااظهره عامه الشعب في الغرب من معارضه لسياسه الامبراطور اللايقونيه ومن هنا اصبح الصراع بين الاايقونيين والايقونيين ينذر بشر مستمر وكان من اهم نتائج كل تلك الاحداث ان اصدر البابا ( جريجوري الثالث) قرار الحرمان ضد الامبراطور عام 731 م ، ومن هنا انسحبت روما من الشرق اليوناني وخرجت بيزنطه من الغرب اللاتيني ، وبذلك انهارت فكرة الوحده التي تمسكت بها الامبراطوريه البيزنطية والبابويه .
وتطورت المساله كلها اواخر عهد ( ليو الثالث ) من مساله دينيه الي مساله ونزعه سياسيه ، ومن هنا استطعنا ان نري ايمان ورغبه ( ليو ) الصادقه في تخليص الامبراطوريه من اثار تلك العباده الساحقه"1"
ب - تطور الحركه اللايقونيه منذ وفاه ليو الثالث حتي نهايه البيت الايسوري :-
_________________________________________________________
"1" محمد مرسي الشيخ : المرجع السابق ، ص120،125
لم ينتة الصراع ضد عبادة الايقونات بموت ( ليو الثالث ) بل استمر بشكل اكبر خطورة فى عهد ابنة الامبراطور أن حماستة الايقونية ا تقل عن حماسة والدة إنلم تفقه كثيرا
حرص هذا الامبراطور على ان تلقى العظات والخطب الدالة على صحة تحريم الصور وعبادة الايقونات ودعا الى عقد مجمع دينى فى القسطنطينة عام 754 م وذلك لمناقشةهذة المشكلة اللبنية وعرف هذا المجمع ( المجمع المسكونى السابع )
أيضا قام الامبراطور نفسة بدور كبير فى النشلاط الادبى حيث الف مالايقل عن ثلاثة عشرة رسالة دينية لها اثر كبير فى شرح الاراء اللايقونية عارض ( قسطنطين ) بشدة أمر تشبية السيد المسيح ( علية السلام ) وجواز رسمة على اساس مالة صفة الاهية حيث كان الامبراطور يصر على ان هناك تشابة واتحاد مابين الصورة والحيقة اللتى تمثلها
--------------------------------------------------------------------------------
نتائج هذا المجمع الدينى :
نجح هذا المجمع فى اصدار قرارات تؤيد سياسة ( قسطنطين ) قرارات هذاالمجمع وانزل أقسى العقوبات بمخالفى سياستة وصادر أموالهم وتم عزل من يجرؤ على تصوير المسيح اوتقديسة ومحاكمتهم باعتبارهم اعداء الله وشرد الكثير منهم ونفى بعضهم الى الاقاليم النائية
فشل رجال الكنيسة فى التصدى لهذة الحركة ووقع عبئ مقاومة ذة السياسة على عاهل الرهبان واضر ( قسطنطين الخامس ) ( 1 )
الى استخدام العنف والقسوة مع الرهبان ورجال الاديرة ولقى الكثير منهم حتفه ومن هنا اعتبرت الاجيال التالية عهد قسطنطين الخامس ) عهد ارهاب واستبداد * ليو الرابع بهذا الاسم لان والدتة كانت ابنة الملك الخرراللتى تزوجها قسطنطين الخامس
كان ابوة قبل موتة قد استخلص منة وعدا بان يتبع سياسة دينية مماثلة لسياستة وقد عمل ليو ارابع على الوفاء بوعدة فكان من مناوئى عبادة الايقونات ولكن زوجتة كانت محبة للايقونات حقيقة أنة مال الى العتدال تحت تاثير زوجتة ايرين فقد اظهر بعض التسامح بالنسبة لعبادة الايقونات ولكن قبيل موتة اتبع سياستة
تبعد كل البعد عن التسامح معهم فقد بداء من جديد حركة اضطهاد ضدهم (2)
قسطنطين السادس وايرين
اعتلى قسطنطين السادس العرش بوصاية امة ايرين لانة لم يكن قد تعدى العاشرة من عمرة وكانت تلك هى الفرصة اللتى تمنتها السيدة لاحداث انقلاب خطير فى السياسة الدينية للامبراطورية واعادة عبادة الصور والايقونات اللتى نجحت فى اخفائها طوال عهد زواجها تكشفت خطط هذة السيدة ابتداءا من ام 784 م حيث عملت ايرين على ترتيب الوظائف الكنيسية ووضعت فيها من اشتهروا بحبهم لعبادة الصور وعينت طرسيوس ) بطريقا فى القسطنطينية وهو احد دعاة الايقونية الحمسين .
دعت لعقد مجمع دينى لاقرار سياستها الدينية الجديدة ولاعادة . عبادة الصور
بالفعل تم انعقاد هذ المجمع عام 787 م فى مدينة ( نيقية ) وكانت نتائجة انة اصدر قرارات تقر بقاء الصور والايقونات علي مبدأ إحترامها وتقديسها وأعلن المجتمعون ان عبادة الصور والتماثيل الدينية تتفق مع الكتاب المقدس وكل من يخالف ذلك تقاطعه الكنيسة ويقاطعه كل من يعتبر الايقونات المقدسة اصناما وعلي الرغم من القرارات التي اصدرها هذا المجمع والتي ايدت سياسة ايرين الايقونية الا ان الصراع مازال مستمرا بين الايقونية واصر الجيش والعساكر المرابطين في اسيا الصغري علي الوقف ضدها ولكن قسطنطين السادس عاد فخذل انصاره والمتعاطفين معه بسبب ما اشتهر به من ضعف وما حل به من الهزيمة علي يد البلغار عام 792م ولكن قسطنطين بدأ بحركة رهابية اسهمت في زيادة الكره له بحيث امر بسهل عين عمه وقطع الستة اعمامه لاخرين خشية ان ينازعوه السلطة وعرف قسطنطين السادس بالطيش والعناد والفساد وصار من السهل عزله دون ان ينهض احد للدفاع
( 1 ) محمد مرسى الشيخ : المرجع السابق , ص 130 / 140
( 2 ) عمر كمال وفيق : المرجع السابق . ص 94
عنه وبالفعل دبرت أمة ( ابرين ) مؤامرة عام 797م إنتهت بالقبض عليه وامرت عام 797م بسهل عيني ولدها وانفرت بالسلطة في الامبراطورية ونجحت في تحقيق مأربها واغراضها
* تقفور الاول nicephorusI
تم عزل ابرين نتيجة لما اصاب الامبراطورية من الفتن والعنازات في اواخر عه
ها وتوليه تفقون الحكم عام 802م
كان تفقور الاول من أصل شرقي ويقال أن جده كان أميرا عربيا من سكان اسيا الصغري ومن هنا نجد انه كان لا يقف في صف الايقونيين (1)
لقد استمر ( تفقور ) في التعاطف مع عباده الصور والايونات المقدسة ولكن كانت سياستة معتدله الي حد كبير حيث أنه أظهر نوعا من التسامح مع اللايقونيين حتي غضبت الكنيسة من ذلك فأضظر تفقور الي التشدد عليهم وإرغامهم علي الانضياغ للاوامر ومن هنا حاول اتباع سياسة دينية معتدلة الي حد كبير وذلك لإتباع سياسة إقتصادية صارمة لاصلاح أحوال البلاد إقتصاديا (2)
* ميخائيل الاول رانجابي ( 811-813م) michaal I rangabe
اشتهر ( ميخائيل الاول ) بحماستة لعبادة الصور والايقونات وخضوعة للكنيسة من ناحية ولزوجتة من ناحية أخري وهذا يعني إضعاف سلطة الامبراطور وازدياد نفوذ الكنيسة من ناحية أخري , خاصة وان ميخائيل لم يحافظ علي الاموال التي أدخرها سلفه في أعمال البر والاحسان ولقد ظهرت الكنيسة والاديرة بالنصيب الاوفر من هذا الفتح
(1) محمود سعيد عمران : معالم تاريخ الامبراطورية البيزنطية ---- دار المعرفة الجامعية الاسكندرية 2004 ص 117
(2) محمد مرسي الشيخ , المرجع السابق ص 141, 148
ليو الخامس الارمني ( 813-820م )
يمثل ليو الخامس التيار الجديد المناهض لعباد الصور والايقونات المقدسة بالنسبة لسياسته الدينية فقد قام بتنفيذ خطته اللايقونية وطلب من تفقور عام 815م ان يرفع الصور في الكنائس واماكن العبادة الي المستوي الذي لا يمكن الناس من تقليدها او لمسها بغرض التقديس ولكن رفض البطريق ذلك فقام الامبراطور بعزله وعمل علي عقد مجمع ديني جديد لمناهضة عبادة الصور واتعقد المجمع فعلا في كنيسة القديسة صوفيا بالقسطنطينة لتقرير الحركة اللايقونية ورغم نجاحه في تحقيق ارادته وقهر خصومة الايقونيين الا انه لم يحظ بمثل ما حظي به الاباطرة الايقونيين مثل ليو الثالث وغيرة
بل انه فقد عرشة وحياته معا في يوم عيد الميلاد عام 820م في كنيسة اياصوفيا وانتهي بذلك عهده لياتي عهد جديد للامبراطورية
("2") الفصل الثاني : الاسرة العامورية وصراعها ضد الايقونات
دام حكم هذه الاسرة زهاء قرنين من الزمان لم تتجرفة شيئا الا موقف اباطرتها من الحركة اللايقونية ما بين مؤيد ومعارض ومتشدد ومتساهل ومن هؤلاء الاباطرة
* ميخائيل الثاني ( العاموري ) 820-829م
في عصر هذا الامراطور توقف اضطهاد عبادة الصور وخمدت الفتن الدينية وعاد المنيقون من انصار هذه العبادة واظهر الامبراطور سياسة متوازنة بين الاتجاهين فلم يفرق بينهو ولم يعترف بقرارات مجمع الايقوني علام 787م ولا بالمجمع اللايقوني عام 754م واعلن ان لكل فرد مطلق الحرية في اداء العقيدة بالطريقة التي تروق له ولكن هذا لم يرض عباد الصور فطالبوه بإعادة الصور والتماثيل الي اماكنها ولكنه رفض لذلك قامت الكثير من الثورات ضده وخاصة ثورة توماس الصقلبي وكان قد أعلن أنه زعيم عباد الصور المقدسة والبس ثورته رداء الاصلاح الاجتماعي ونادي بانه نصير الفقراء وحامي الضعفاء فأنضم اليه العامة ومن هنا لم يرض الرهبان عن فترة حكم ميخائيل ومع ذلك لم يستطع تحقيق الوحدة الدينية .
* ثيوفيلوس الاول ( 829-842م) :-
كان ( ثيوفيلوس ) من انصار الحملة علي الصور والايقونات مثل ابيه فبدأ حكمه بان اوعز الي البطريق البيزنطي يوحنا وكان محطما للتماثيل باصدار قرار الحرمان لجميع المخالفين له ومعاملتهم كوثنيين كما لجأ الي جمع الاساليب من نفي وحبس وتعذيب وبتر اجزاء من الجسم ولكنه لم يستخدم ضد معارضيه عقوبة الاعدام وزاد من الامور تعقيدا أنه تزوج من الاميرة ( نثيودورا ) التي كانت من أشد المحمسين لعبادة الايقونات مثل سياقتها الامبراطوره ( ايرين ) فاستغلت نفوذها ومركزها ضد معتقدات زوجها وان كان الرجل قد اشتد في معاملته لعبادة الايقونات الا ان عهده لم يخل من بعض المأثر (1)
· ميخائيل الثالث ( 842-867م)
أصبح ميخائيل الثالث وريث العرش والده وهو في السادسة من عمرة واصبحت والدته وهي الامبراطورية ( ثيودورا ) التي قامت بإحداث إنقلاب ديني مماثل لانقلاب ايرين من قبل فقد قامت بعزل البطريق الأيقوني حنا النحوي والاسقفة اللايقونيين وعملت كثيرا لكي تعقد مجمعا دينيا وذلك لاعادة الايقونية عام 843م واعترف بعبادة الايقونات وكان لعودة عبادة الايقونات في عهد ميخائيل قد أعزي الحكام الجدد باستثناء الحرب ضد المسلمين ومن هنا اصبح نجيل البيزنطيين للايقونات مثل عبادة الاصنام ( 2)
(1) جوزيف نسيم يوسف : تاريخ الدولة البيزنطية , دار المعرفة الجامعية , الاسكندرية 1988,ص141
جـ - قائمة المراجع
1. جوزيف نسيم يوسف : تاريخ الدولة البيزنطية , دار المعرفة الجامعية – الاسكندرية 1988
2. عمر كمال توفيق : تاريخ الامبراطورية البيزنطية , دار المعرفة القاهرة 1967
3. محمود سعيد عمران معالم تاريخ الامبراطورية البيزنطية دار المعرفة الجامعية , الاسكندرية 2004
4. محمد مرسي الشيخ : تاريخ الامبراطورية البيزنطية ط 2 دار المعرفة الجامعية الاسكندرية 199722
للامانة منقول