في يوم الثلاثاء الموافق 19/1/2010 م كشفت بعثة المجلس الأعلى للآثار برئاسة د. محمد عبد المقصود على ، بقايا معبد للملكة برنيكى الثانية زوجة الملك بطليموس الثالث (246-222 ق.م) بمنطقة كوم الدكة بالإسكندرية وخبيئة كبيرة للتماثيل ، ضمت حتى الآن ستمائة تمثال من العصر البطلمى مختلفة الأحجام والأنواع ، صرح بذلك فاروق حسنى وزير الثقافة .
وقال د.زاهى حواس أمين عام المجلس الأعلى للآثار إن بقايا المعبد المكتشف حتى الآن يبلغ طوله ستين متراً بعرض خمسة عشر متراً ، وتمتد بقايا المعبد أسفل شارع إسماعيل فهمى ، وأضاف أن المعبد أستخدم كمحجر للجير مما أدى إلى فقدان أجزاء من أحجاره .
وأوضح د. محمد عبد المقصود مدير عام آثار الوجه البحرى ورئيس البعثة الأثرية التى تضم ثمانى
عشرة متخصصاً فى الترميم والآثار والرسم الأثرى ، أنه تم العثور على عدد كبير من التماثيل تمثل الآلهة باستت إلهة المرح والسرور والتى كانت تمثل القطة ، وأن المعبد شيد من أجلها فى العصر البطلمى فى المنطقة الحالية بكوم الدكة التى تقع ضمن أراضى مديرية أمن الإسكندرية حالياً .
وأشار إلى أن القطع الأثرية عثر عليها فى ثلاثة أماكن يشكل كل منها موضع خبيئة لعدد كبير من التماثيل لقطط وتماثيل
وأشار إلى أن القطع الأثرية عثر عليها فى ثلاثة أماكن يشكل كل منها موضع خبيئة لعدد كبير من التماثيل لقطط وتماثيل الأطفال وسيدات من الحجر الجيرى والفخار وتماثيل من البرونز وتماثيل لآلهة وآلهات مصرية من الفيانس والتراكوتا فى غاية الجمال ، وفي حجرها حورس الطفل "حاربوقراط" والإله بتاح إله منف .
وقال إن ودائع الأساس الخاصة بالمعبد المكتشف ترجع للملكة برنيكى ، وهى سابع وديعة يعثر عليها فى الإسكندرية من العصر البطلمى ، وترجع أهميتها فى أنها خاصة بأول معبد بطلمى للإلهة باستت الممثلة على هيئة القطة يتم الكشف عنه بالإسكندرية ، وهو أستمرار لعبادة وتقديس الإلهة باستت التى عبدها المصريون القدماء ، وشيدوا لها معبداً شهيراً فى تل باسطة القديم بمحافظة الشرقية ، وكان من أجمل معابد مصر القديمة ، كما ذكر المؤرخ اليونانى هيرودت .
وقال د.عبد المقصود إنه تم الكشف عن قاعدة تمثال من حجر الجرانيت من عهد الملك بطليموس الرابع ( 222-205 ق.م) وعليها نقوش باليونانية القديمة من تسعة أسطر ، توضح أن التمثال كان لشخص رفيع المستوى فى محكمة الإسكندرية ، مشيراً إلى أن النقش يؤرخ لذكرى الأنتصار فى معركة رفح فى الثانى والعشرين من يونيو 217 قبل الميلاد والتى أنتصر فيها المصريون وجنود من العالم اليونانى القديم من خمس جاليات مختلفة على السلوقيين الذين كانوا يسيطرون على منطقة بلاد الشام القديمة ، وأن الجنود قاموا بتسجيل الوثيقة فى حب مصر والدفاع عنها .
ويتضمن الكشف الأثرى مجموعة من العناصر المعمارية القديمة مثل صهريج للمياه من العصر الرومانى ، من القرن الثالث الميلادى ومجموعة من الآبار الخاصة بحفظ المياه بعمق 14 متراً تحت سطح الأرض ، وبقايا مخازن ومجارى للمياه من الحجر ، وبقايا حمام قديم ، وعدد من القطع الفخارية التى ترجع للقرن الرابع قبل الميلاد ، وقطع فخار مستوردة من بحر إيجة ورودس بالبحر المتوسط .
ويقول د. محمد عبد المقصود إن القطع الفخارية المكتشفة تؤرخ أقدم الطبقات التى كشف عنها بأنها أقدم من تأسيس مدينة الإسكندرية عام 332 ق.م. ويعتقد أن الأكتشاف يقدم أدلة قوية على موقع الحى الملكى بمدينة الإسكندرية منذ تأسيسها وهو واحد من أهم الاكتشافات الأثرية فى تاريخ المدينة وأنه تم نقل المكتشفات إلى المخازن الأثرية لترميمها وحفظها تمهيداً لعرضها متحفياً .