أسس محمد بن يوسف بن نصر دولة بني الأحمر في غرناطة جامعا تحت حكمه ما تبقى من التراث الأندلسي وينتسب محمد إلى سعد بن عبادة الخزرجي زعيم الأنصار. ولد سنة 595 هجري / 1198م. رأى فيه الأندلسيون الأمل في انقاذ الأندلس من الانهيار واختار غرناطة لتكون عاصمة لملكه واضطر تحت الضغط الأسباني العنيف على مملكته أن يتخلى عن عدة مدن أهمها جيان مسقط رأسه وينضم تحت لواء ملك قشتالة ويصبح أحد تابعيه ويلتزم بمساعدته عند الحرب وهو ما حدث فعلا عندما ساعده على الاستيلاء على إشبيلية. ضم إلى مملكته كل ما تبقى من أشلاء الدولة الأندلسية وضم مالقةوجبل طارقوجزيرة طريفوالجزيرة الخضراء وأسس مملكة استمرت حوالي القرنين ونصف من 1232م إلى 1492م وتوفي محمد بن نصر الملقب بالغالب في 671 هجرية1273م.
أشهر الملوك
خلف ابن نصر ابنه محمد الثاني المعروف بالفقيه الذي رأى دفعا للضغط الأسباني أن يكرر ما فعل ملوك الطوائف وأن يستعين بملوك المغرببني مرين واستطاعت الجيوش الإسلامية أن تعيد ذكرى انتصارات العرب عند استجة وأجبروا ملك قشتالةألفونسو العاشر على طلب الصلح وخلف محمد الفقية عند وفاته في 701 هجرية1302م محمد الثالث الملقب بالمخلوع. اما بعد ذلك فمن أعظم الحكام الذين تعاقبوا على غرناطة اثنان هما أبو الوليد إسماعيل منذ عام 713 هـ إلى عام 725 هـ (1314-1325)م فقد انتصر ثانيا على ملك قشتالةشانجو الرابع بمساعدة ملوك بنى مرين. أما الثاني من كبار الملوك في غرناطةأبو الحجاج يوسف الأول الذي حكم من 725-755 هجرية / 1325-1354 م وفي عهده انتهت مساعدات بنى مرين إلى الأندلس وبات واضحا أن على الأندلسيين أن يواجهوا مصيرهم بأيديهم وكانت آفة دولة بنى الأحمر هي تصارع أفراد البيت الحاكم على الحكم واستعانتهم بجيوش قشتالة ضد بعضهم البعض.
الإنهيار
بعد وفاة أبي الحجاج يوسف توالى على حكم غرناطة العديد من الملوك الضعاف حتى وصل الحكم إلى محمد بن أبي الحسن علي الذي كان ألعوبة في أيدي النساء مما تسبب في ثورة شقيقه الملقب بالزغل وابنه أبو عبد الله الصغير الذي وقع في الأسر بعد إحدى المعارك لمدة عامين وبدا أن السقوط أصبح وشيكا بسبب انقسام المملكة إلى أجزاء متحاربة وتحالف ملوك إسبانيا من اجل القضاء على ما تبقى من الأندلس فزواج فرناندو الثانيوايزابيلا ملكي قشتالةوأرجون واتحاد مملكتيهما عام 1479م بعد 10 سنوات من زواجهم كان بمثابة بداية النهاية لدولة بني الأحمر وتوالى سقوط المدن الأندلسية في يد الملكين الكاثوليكيين وفي نهاية المطاف تم استسلام أبو عبد الله محمد ومعه غرناطة في نوفمبر 1491م وتم التسليم في يناير 1492م وبذلك انتهت قصة العرب والإسلام في الاندلس.