وإعادة توزيعها، تمهيدا لتنفيذ غرضه، وعند ذلك أحس الصليبيون بالخطر الكائن في استعدادات بيبرس ونيته نحوهم، فأرسلوا إليه وفودهم تعرض عليه المسالمة، وتعبر عن حسن نيتها نحـوه، ولكنه كان يردها قائلا: "ردوا ما أخذتموه من البلاد، وفكوا أسرى المسلمين جميعهم، فإني لا أقبل غير ذلك" ثم يطردهم من حضرته.
وكان من حماس بيبرس في جهاد الصليبين، أنه لم يخل عام من الأعوام العشرة ما بين 659-669 هـ (1261- 1271م) إلا وكان يشن فيه حربا، ويسترد أرضا من أرض إحدى الإمارات الباقية بأيديهم وهي: أنطاكية، وطرابلس، وبعض مملكة القدس.
فبادر عام 661 هـ (1263م) بمهاجمة مدينة الناصرة، ثم هاجم بنفسه مدينة عكا الحصينة، ولكنه لم يتمكن أن فتحها بسبب ما أقامه فيها لويس التاسع من تحصينات
وفي عام 663 هـ (1265م) حاصر مدينـة قيسارية وفتحها رغم حصانتها، ثم غادرهـا جنوبـا إلى قلعـة أرسـوف البحريةالتي كَانت تحت سيطرة شرسان الاسبتارية المشهورين ببسالتهم، فقاموا بالدفاع المستميت عنها، ولم يمكنوا بيبرس من فتحها فلجأ إلى الحيلة بأن اتفق معهم على أن يستسلموا مقابل تأملات حياتهم، ولكنه قام بنقلهم إلى القاهرة بعد أن أمرهم بهدم قلعتهم.
وبعد ذلك قام بفتح يافا وعتليت، ثم استولى في العام التالي على صفدوهونين وتبنبن، والرملةمما جعل الإمارات الصليبية في حالة احتضار يائسة دفعتها إلى معاودة استعطاف السلطان بيبرس طالبة مصالحته، أو على الأقل عقد هدنة معه، وفي هذه المرة رأى أس من المناسب إجابة طلبهم، فصالحهم عَلى أساس المناصفة أو المشاركة وذلك بأن تصبح له حصـة في غلاتهم ومنتجـاتهم.
ومن أطرف هذه الاتفاقيات بين بيبرس والإمارات الصليبية تلك الاتفاقية التي عقدتها معه ازابيلا، ملكة بيروت عام 667 هـ (1268م)ومدتها عشر سنوات، فقد ذكر القلقشنديأن هذه الملكة قد وثقت ببيبرس إلى درجة أنها كانت عندما ترغب حب السفر إلى جهة ما، تذهب بنفسها إلى بيبرس وتستودعه بلادها، وعندما خطفهـا الملك هيو الثالث ملك جزيرة قبرص قام بيبرس بتخليصها عن طريق توجيه تهديدات لهيو. لهذا اتخذت لنفسها حرسا من المماليك حتى ماتت عام 672 هـ 1274م، وقلدتها في هذه السياسة أختها وخليفتها حتى استولى المسلمون على بيروت.
أما عن موقف السلطان الظاهر بيبرس تجاه العدو الآخر والحليف الدائم لكل من الـصـليبـين والمـغـول، وأعـني به مملكـة أرمينيا الصغرىفقـد وجـه إليها في عام 665 هـ (1266 م ) القائد قلاوون بقصد تأديب ملكها على تحالفه مع التتار زمن هولاكـو وأبقـاخان، وتشجيعه لهما على مهاجمة الشام ومصر، والمساهمة في دعمهما بفرض حـصار اقتصادي على دولة المـماليك، حيث منع عنها مادتي الخشب والحديد.
وقامت قوات قلاوون بهزيمـة الأرمن قرب دراساك، ودمرت مدن سيس وأضنه وطرسوس والمصيصة، وألحقت بها دمارا هائلا في هجومها الذي استغرق عشرون يوما فقط، وقتل قلاوون أحد أبناء ملك أرمينيا وأسر الابن الثاني، في حين كان الملك نفسه- هيثوم الأول- في زيارة للمغول في بلاد فارس. ولم يوافق بيبرس على إطلاق أسيره إلا مقابل تنازل والده عن عدة مواقع استراتيجية ودفـع جزية سنوية.
ومنذ ذلك الحين أصبحت أرمينية الصغرى ضعيفة لم تسبب للمسلمين أي مشكلة، إلا مرة واحدة في عهد السلطان محمد قلاوون حيث أخضعها نهائيا. وفي عام 666 هـ قام بأخذ يافا عنة وأجلي أهلها إلى عكا ثم استولى على حصن الشقيف وأجلي أهله إلى صور، ثم هاجـم صور فنهب وأرعب، ثـم هاجـم حصن الأكراد ثـم سار عنوة إلى حمص ومنها إلى حماه ثم إلى فامية.
سقوط أنطاكية بيد السلطان بيبرس:
وجه بيبرس همـه إلى أنطاكية أقوى الإمارات الصليبية المتبقية والمتحالفة مع التتار، فبدأ بمهاجمة البلاد المحيطة بها، حيث استولى على عدة قلاع تقع إلى الشمال منهاثم وجه همه نحـوها بجيشه المؤلف من ثلاث فرق، استولت الفرقة الأولى منها على ميناء السويدية، لتقطع اتصال انـطاكيا بالبحـر، ورابطت الفرقة الثانية في ممرات قيليقيه لتمنع وصول الإمدادات من أرمينية الصغرى، ثم هاجم المدينة بالفرقة الثالثة، واستمرت الهجمات، ودام الحصار. ثم جرت مفاوضات لتسليمها صلحا، ولكنه رفض، واستطاع أن يفتحها عنوة، في رمضان عام 666 هـ 1268مفأحرقها، وقتل من أهلها خلقا كثيرا، وأسر أعدادا هائلة منهم، وغنم مالا يحصى من الأمـوال بلغ من كثرتها أن قسمت الأموال بالطاسات ، وبلغ الأسرى من الكثرة حتى إنه لم يبق غلام إلا وله غلام، وبيع الصغير باثني عشر درهماً. فكان سقوطها معلما خطيرا على طريق نهاية الصليبيـن بالشام لأنها كانت بحكم موقعها الجغرافي سندا لهم منذ بداية الحروب الصليبية، وسبب سقوطها ذعرا شديدا في صفوف الصليبين، حتى أرسل ملك أرمينية الصغرى يعرض على بيبرس أن يسلمه بلاده مقابل الاستمرار في مهادنته.
ولم يكتف بيبرس بهذا النصر العظيم، فوجه همه نحو جزيرة قبرص ليؤدب ملكها هيو الثالث، الـذي كان دائم التهـديد للسفن الإسلاَمية في البحر الأبيض المتوسط، ودائم المسـاعدة للصليبين، فوجه نحوه حملة بحرية عام 668 هـ 1270م ، ولكنها فشلت بسبب العواصف التي حطمت معظم سفنهافنجي بذلك ملكها من عقاب بيبرس.
لم يثن هذا الفشـل في فتـح قبرص، بيبرس عن مواصلة الجهاد ضد الصليبيين، فاستولى في عام 669 هـ (1270م( على صافيتا وحصن الأكراد، وحصن عكار، والقرين، ثم واصل مهاجمة إمارة طرابلس، فاستولى على ما حولها من حصون وممرات وكاد أن يفتحها، ولكنه عندما علم بخروج الحملة الصليبية الثامنة من فرنسا خشي أن تكون جهتها مصر، فسارع إليها للاستعداد لمواجهة هذا الخطر، وعندما تيقن من توجه تلك الحملة إلى تونس عاد عام 670 هـ (1271م) لمواصلة هجومه على طرابلس فطلب أميرها بوهيمند السادس الصلح، ووصلت الأخبار بوصول الأمير إدواردالأول إلى عكا، فظن أنها مقدمة لحملة صليبية كبرى، فاستجاب بيبرس لطلب بوهيمند وعقد معه صلحا مدته عشر سنوات، وتبعتها مملكة بيت المقدس فعقدت صلحا مماثلا، مما مكن بيبرس من التفرغ لقتال المغول والإسماعيلية، فوجه همه نحو الإسماعيلية "الحشاشين" الذين كانوا يعادون المسلمين ويتآمرون مع الصليبين ضدهم، ويغتالون كبار المجاهدين من قادتهم كما تعاونوا مع المغول، ودفعوا لهم الأتاوات، فعزل مقدمهم نجم الدين الشعراني، وهدم حصونهم وقضي عليهم، بعد أن سلموها له وأشهرها الكهف والقدموس والمنطقة، وعوضهم عنها بإقطاعات.
جهاد السلطان الناصر قلاوون ضد الصليبيين:
لم يكـد السلطان قلاوون يعتلي عرش مصر، حتى تمرد عليه نائب الشام، الأمير شمس الـدين سنقر الأشقر، فأعلن نفسه ملكا باسم الملك الكامل، واستولى على عدة حصـون من حصـون الشام، منها قلعة صهيون، ثم اتصل بأعداء المسلمين من مغول وصليبيينمحاولا الاستعانة بهم ضد قلاوون، مما جعل أهل الشام ينفرون منه، وينفضون من حولـه، ويتخلون عن نصرته، واستغل المغول هذه الفرصة، فاحتلوا بعض حصون الشام 769 هـ (1280م)، واستولوا بقيادة أبغا على مدينة حلب، التي أحرقوا مساجدها ومـدارسها وقتلوا معـظم أهلها، ولم يُضـع الصليبيون هذه الفرصة، فقاموا بمحاولة لاسـترداد حصن الأكـراد، ولكنهم فشلوا .
وعندما علم قلاوون بهذا التحالف وهذه الجرائم خرج من مصر متوجها إلى الشام للقضاء على هذا الخطر، ولكنه لم يكد يغادر أرض مصر، حتى تعرض لمؤامرة داخلية جاءت من قبل بعض المماليك الذين يدعون بالمماليك الظاهرية،حيث تآمروا عليه بالاتفاق سرا مع الصليبيين،فواجه الموقف بسرعة وقبض عليهم فأعدم بعضهم وسجن البعض الآخر وأعاد النظام إلى صفوف جيشه.
فر المغول عندما علموا بوصول جيش الناصر قلاوون إلى غزة في طريقه لمحاربتهم، فأخلوا مدينـة حلب والحصـون التي كانوا قد احتلوها وأسرعوا عائدين نحو العراقولم يصمد الأمير سنقر بدوره أمام جيش قلاوون وفر هاربا إِلى المغول محاولا مرة أخرى حضهم على غزو مصر.
عندئذ رأى السلطان قلاوون أن أخطر هؤلاء الأطراف الثلاثة المتآمرين هم المغول، عقد صلحا مع الصليبيين من داوية واسبتاريه ومع بوهيمنند السابع أمير طرابلس، مدته عشر سنوات، وذلك عام 680 هـ (1281م). وعفا عن الأمير سنقر الأشقر وعينه حاكما على أقليم أنـطاكية، واتفق مع الصليبيين في عكا بأن يكونوا على الحياد. وبهذا تفرغ لمقارعة المغول الذين عادوا التوجـه نحو الشام بقيادة أبغا، يؤازرهم حليفهم ليو الثالث ملك أرمينيا الصغرى، فالتقى بهم قلاوون عام 680 هـ (1281م)في حمص وهزمهم بعد أن هلك منهم خلق كـثير
وهنـا قرر النـاصر أن ينتقم من الصليبين مستغلا، نصره على المغول وغير عابئ بصلحـه معهم عام 680 هـ الذي كانت مدته عشر سنوات ولما يمض عليه سوى أربع سنوات فهاجم عام 684 هـ (1285م) حصن المرقب، ففتح ذلك الحصن الهام الذي كان فتحه خسارة كـبرى للصليبيين لأنه أن أهم حصونهمثم أتبع ذلك بالاستيلاء على اللاذقية عام 686 هـ 1287م التي كانت آخر أملاك إمارة أنطاكية المتبقية بين الصليبين. بعد ذلك جاء دور طرابلس، وكانت حصينة، وقد مات أميرها بوهيمند السابع دون وريث، فدب النزاع بث الطامعين في إمارتها، حتى استعان بعضهم بالسلطان قلاوون، فاستغل هذه الفرصة وهاجمها في جيش لجب يضم أربعين ألفا من الفرسان وأكثر من مائة ألف من الرجال، وفتحها سنة 686 هـ (1289م( ثم استولى على بيروت وجبله وبهذا لم يبق بيد الصليبيين سوَى صوروصيدا وعتليت وعكا التي كانت مركز مملكة بيت المقدس بعد سقوط القدس.
ورأى قلاوون أن يؤجل إلى حين الاستيلاء على بقية البلاد من أيدي الصليبيين، فوافق على تجديد الهدنة معهم لمدة عشر سنواتوتوجه إلى دمشق ولكن جموعا صليبية متحمسة وصلت من إيطاليا 689 هـ (1290م) ونزلت في عكا، وأخذت في الاعتداء على المسلمين المتواجدين خارجها، مما أغضب السلطان قلاوون ودفعه لأن يقسم على الانتقام منهم، وأخذ في الاستعداد لهذا الغرض، ولكنه توفي فجأة وهو في الطريق لتحقيقهعام 689 هـ (1290م(
وقد وصف ابن العمري قلاوون رحمه اللّه بقوله: "كان رجلا مهيبا شجاعا، فتح الفتوحات الجليلة، مثل المرقب وطرابلس، التي لم يجسر أحد من الملوك مثل صلاح الدين وغيره على التعرض لها لحصانتها، وكسر جيش التتار في حمص، وكانوا في ثمانين ألفا".
وقـد خلف الأشرف خليل بن قلاوون أباه في السلطنة، لأن أخاه الملك الصالح على بن قلاوون الذي أقامه أبوه ملحَا في حياته قد مات في سنة 687 هـ (1288م) بعد أن بقي ثـماني سنوات سلطانا في حياة أبيه.
ولم يكن الأشرف خليل محبـوبـا من الأمراء: لأنه كان قاسيا وغير متمسك بحسن الخلق، حتى اتهم بدس السم لأخيه علي، وقد استلم الحكم فور وفاة أبيه، وقضى على الأمير حسام الدين طرنطاي نائب السلطنة الذي تآمر عليه، ثم استعد للخروج إلى الشام، ورغم محاولة الصليبيين ثنيه عن ذلك بأن أرسلوا إليه (يسألونه العفو) فإنه (لم يقبل منهم ما اعتذروا به)
توجه نحو عكا، واجتمعت إليه جيوش مصر والشام سنة 690 هـ (1291م) فقام بمحاصرتها مدة أربعة وأربعين يوما، ورماها بالمنجنيق، حتى فتحها في جمادى الأول من عام 690 هـ (1291م)، رغم المقاومة العنيدة التي أبدتها حاميتها، وإمدادات قبرص لها - حيت إن الصليبين كانوا يعلمون أنها آخر أمل لهم في البقاء في الشام- وقد فر بعض سكانها إلى عرض البحر المتوسط وتكدسوا في السفن التي غرق بعضها لكثرة من كانوا على ظهرها.
وبعد ذلك قام الأشرف خليل بالاستيلاء بسهولة على بقية ما تبقى بأيدي الصليبين مثل صور وحيفا اللتين قاومتا مقاومة كبيرة، ثم اضطرتا للتسليم فنجتا بذلك من التخـريب، ثم استـولى الأشرف خليل على عتليت وصيدا وانطرسوس، وبهذا تم القضاء نهائيا على الوجود الصليبي في الشام، وإن كان الصليبيون في جزيرة إروادالمقابلة للساحل الشرقي قد ظلوا يغيرون على السواحل بين الفينة والأخرى ويقطعون الطرق، مما أزعج نائب السلطنة المملوكية على الشام، وجعله يطلب معونة السلطان الناصر محمد بن قلاوون، فجهز أسطولا ووجهه نحو هذه الجزيرة بعد أن ضم إليه جيش طرابلس ففتحها وملكها وقتل من أهلها خمسمائةوذلك عام 702 هـ 1302م.
وهكذا بالقضاء على الصليبين في عام 690 هـ (1291م) وبزوال الخطر المغولي عن الشام ومصر، أصبح لدولة المماليك شأن عظيم في السياسة الدولية خصوصاً في عهد سلطانها الناصر محمد ابن قلاوون في سلطنته الثالثة.
أدرك الصليبيون في أوربـا فشل محاولاتهم المتلاحقة للعدوان على بلاد الإسلام في الشام ومصر، ورأوا زوال آخر إماراتهم بعد قرنين من تأسيسها، رغم ما بذل في سبيل إقامتها من جهود مادية ومعنوية، ومن سفك في سبيلها من دماء، كـما لمسوا فتور الحماس الصليبي، بعد فشل حملتي لويس التاسع السابعة والثامنة على مصر وتونس، لذلك اضطروا إلى تقبيل اليد التي حاولوا قطعها فلجئوا إلى الدبلوماسية والمراسلات والسفراء والهدايا، علهم يحققون عن طريقها ما فشلوا في تحقيقه بالتعصب والسيف.
انهال سفراء الدول الأوربية على بلاط الملك الناصر محمد بن قلاوون في القاهرة، محملين بالهدايا والرسائل التي تلح في طلب الصداقة والموادعة، وتوثيق عرى الصداقة، في حين كان غرضها الأساسي هو استدرار عطف الناصر على النصارى في دولته، سواء من كان منهم من الأقباط في مصر أو من أهل الشام، فأرسل البابا يوحنا الثاني والعشرين في عام 727 هـ (1326م) رسالة إلى الناصر طالبا منه أن يعامل نصارى الشرق معاملة عادلة، مقابل معاملة مماثلة للمسلمين، فرد عليه الناصر مجيبا طلبه.
وفي نفس السنة أرسل شارل الرابع ملك فرنسا رسالة مماثلة لنفس الغرض فرد عليه الناصر أيضا مجيبا طلبه، كـما أرسل إليه إمبراطور بيزنطة سفراء محملين بالهدايا راجيا إياه معاملة النصارى الملكانيين لديه بالرعاية والعدل، فقبل الناصر طلبه، وعقد معه حلفا لصد الأتراك العثمانيين.
وبلغت العلاقات بين الناصر ويعقوب ملك ارغونة شأوا كبيرا بسبب المراسلات بينهما ما بين سنتي 03 7- 728هـ 1303_1327م، التي كان هدفها إيجاد علاقة صداقة بينهما، والحصول على ميزات تجارية لأرغونة في مصـر، وتسهيل الحج للأراضي المقدسة، وإطلاق سراح النصارى المسجونين في مصر، وضمان حسن معاملة الأقباط والنصارى عامة في الشرق.
وقد رأى الناصر محمد- الذي كان ملكا مستنيرا محنكا، يميل إلى المسالمة- رأى ذلك فرصة لتوثيق العلاقات بين دولته والآخرين في الشرق والغرب، يحقق بها مصالح مشتركة وخاصة حماية المسلمين في أسبانيا التي كانت خـاضعة لحاكم أرغونة، بالإضافة إلى المصالح التجارية والعسكرية في الوقوف أمام الخطر التركي العثماني.
ولا أدل عام أهمية دولة المـماليك الإسلامية في هذا العصر من أن يصبح سلاطينها محط أنظار السفراء والرسل من مغول ويمنيين وأرمن ونوبيين، حتى وصفهم المقريزي بقوله : "وفيه (25 محرم 5 72 هـ) اجتمع بمصر من رسل الملوك ما لم يجتمع منهم في الدولة التركية، وهم رسـل اليمن ورسـل صاحب اسطنبول ! ورسل الأشكريورسل متملك سيس، ورسل أبي سعيد (ملك التتار)، ورسل ماردين ورسا ابن قرمان ورسل متملك النوبة وكلهم يبذلون الطاعة".
إلا أن هذه المكانة قد ضعفت بموت السلطان الناصر محمد فسبحان مغير الأحوال.
المصادر والمراجع العربية :
1ـ ابن الأثير، 630 هـ (1232م) عز الـدين، علي بن محمد الجـزري، الكَامل في التاريخ، (12 جزءا، بولاق) 1310 هـ.
2 _ أحمد مختار العباديَ، دكتور: قيام دولة المـماليك الأولى في مصر والشام، دار النهضة العربية، بيروت، 1969م.
3 _ ابن إياس 930 هـ (1523 م) محمد بن أحمد الحنفي، بدائع الزهور في وقائع الدهور (كتاب تاريخ مصر)، 3 أجزاء، بولاق، 1370 م.
4 _ بيبرس الدوادار 725 هـ (1325م) الأمير ركن الدين بيبرس المنصوري: زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة، الجزء العاشر، مكتبة جامعة القاهرة، رقـم 24028 تاريخ، تصوير شمسي.
5 _ جميل عبد اللّه المصري، دكـتور: الموالي، موقف الدولة الأموية منهم، دار أم القرى للنشر والتوزيع، عـمان، 1988م، الطبعة الأولى.
6 _ جوزيف نسيم جوريف:
1- العدوان الصليبي على مصر، دار النهضة، بيروت، 1981م.
2- العدوان الصليبي على الشام، دار النهضة، بيروت، 1981م.
7 _ الخزرجي، علي بن حسن (القرن الثامن الهجري): العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية، جزءان.
8 _ ابن خلدون، 808 هـ (1405م)، عبد الرحمـن بن أحمد:
1- مقدمة ابن خلدون، بيروت، 1900م.
2- العبر وديوان المبتدأ والخبر، 8 أجزاء، القاهرة، 1984 م.
9 _ الذهبي، 748هـ (1347م) شمس الدين محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء.
10_ رشيد الدين، فضل اللّه الهمداني، جامع التواريخ، تاريخ المغول، نقله إلى العربية محمد صادق نشأت و فؤاد عبد المعطي الصياد، القاهرة, .196م.
11_ السيوطي 917 هـ (1605م) جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر:
1- تاريخ الخلفاء أمراء المؤمنين القائمين بأمر الله، المطبعة الأميرية، 1351هـ.
2- حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة، جزءان، 1327هـ.
12_ ابن شاكر 873 هـ (1469م)، فخر الدين محمد: فوات الوفيات، بولاق، 1299م.
13- أبو شامة 665 هـ (1268 م) عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم الدمشقي، الذيل على الروضتين، تحقيق: عزت العطار بعنوان تراجم رجال القرنين السادس والسابع، القاهرة، 1947م.
14_ ابن شاهين 873 هـ (1468م)، غرس الدين خليل الظاهري: زبدة كشف الممالك وبيان طرق المسالك، تحقيق بول رافيس، باريس، 1895 م.
15- ابن شداد، بهاء الدين: النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية، القاهرة، 1317هـ.
16- الطبرِي 130هـ (923م)، أبو جعفر محمد بن جرير: تاريخ الرسل والملوك، 13 جزءاً ليدن، 1890 م.
17- أبو الفداء732 هـ (1331م) إسماعيل بن عاكف عماد الدين صاحب حماه: المختصر في أخبار البشر، 4 أجزاء، 1286 هـ.
18- ابن الفرات المصري 807 هـ (1405 م)، ناصر الدين محمد بن عبد الرحيم: تاريخ ابن الفرات المعـروف باسم: الطريق الواضح المسلوك إلى معرفة تراجم الخلفاء والملوك، تحقيق: قسطنطين زريق والمستشرق ليفي دلافيدا.
19- ابن أبي الفضائل 672 هـ (1273م) مفضل: النهج السديد والدر المفيد فيما بعد تاريخ ابن العميدة جزءان، حققت بلوشيه، باريس، 1912م.
20- القلقشندي 821 هـ (1471م)، أبو العباس أحمد: صبح الأعشى في صناعة الإنشاء، 14 جزءا، القاهرة، 1913 _ 9119م.
21- ابن كثير 774 هـ (1387م) عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر: البداية والنهاية في التاريخ، 14 جزءا، القاهرة، 1351_ 1358هـ.
22- عاشور، سعيد عبد الفتاح:
1- الحركة الصليبية، جزءان، مكتبة الأنجلو المصرية، 1963 م.
2- قـبرص والحروب الصليبية، القاهرة، مكتبة النهضة، 1957م.
3- مصر في عهد دولة المماليك البحرية، القاهرة، 1969م.
23- ابن عبد الحكم 257 هـ أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد اللّه بن الحكم: فتوح مصر والمغرب، طبعة 1924م.
24- عبد اللّه بن أيبك، القرن الثامن أبو بكر: كنز الدر وجامع الغرر أو الدرة الزكية في أخبار الدولة التركية، تسعة أجزاء في 27 مجلدا، مخطوط بدار الكتب المصرية، رقم 2578.
25- عبد المنعم ماجد: دولة سلاطين المماليك ورسومهم في مصر، مكتبة الأنجلو. (بدون تاريخ).
26- علي إبراهيم حسن: تاريخ المماليك البحرية، مكتبة النهضة المصرية، الطبعة الثانية، 1967م.
27- العمري 749 هـ ابن فضل اللّه شهاب الدين أبي العباس أحمد بن يحي:
1- مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، 20 جزءا، مخطوطة بدار الكتب برقم (2368).
2- التعريف بالمصطلح الشريف، القاهرة، 1302 هـ.
28- العيني 855 هـ (1452م) بدر الديات أبو محمد بن أحمد: عقد الجـمان في تاريخ أهل الزمان، 23 جزءا في 69 مجلدا، الجزء الخاص بحوادث 656-673 هـ (مخطوطة بمكتبة دار الكتب المصرية برقم 1584).
29- أبو المحاسن 874 هـ (1496م)، جمال الدين بن يوسف بن تَغري بردي:
1- النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، 9 أجزاء، دار الكتب، 1939م.
2- المنهل الصافي والمستوفي بعد الوافي، 3 أجزاء، مخطوطة بدار الكتب برقم 1113.
30- المقدسي 383 هـ (977م)، شمس الدين أبو عبد اللّه محمد: أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، طبعة دي غويه 1893م.
31- المقريزي 845 هـ (1441م) تقي الـدين أحمد بن علي: المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار، جزءان، بولاق، 1270 هـ، والقاهرة 1930م، تحقيق: مصطفى زيادة.
2_ السلوك لمعرفة دول الملوك، تحقيق محمد مصطفى زيادة، القاهرة، 1939م.
32- المقري 1 104هـ (1631م)، شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد: نفح الطيب في غصن الأندلس الرطيب، تحقيق: إحسان عباس، دار صادر، بيروت، 1968م.
33- ابن واصل 697 هـ (1297م)، جمال الدين أبو عبد اللّه محمد بن سليم الشافعي: مفرج الكروب في أخبار بني أيوب ط صورة شمسية بمكتبة جامعة الإسكندرية تحقيق: جمال الشيال.
34- يوسف دريـان:
1- لباب البراهين الجلية عن حقيقة أمر الطائفة المارونية منذ أوائل القرن الخامس
إلى أوائل القرن الثالث عشر من القرون المسيحية. (تاريخ الطبع غير معلوم).
2- نبذة تاريخية في أصل الطائفة المارونية واستقلالها بجبل لبنان من قديم الدهر حتى الآن، القاهرة، مطبعة الأخبار، 1916 م.
المراجـع الأجنبيـة
Atiya: Egypt and Aragon
The crusades in the later middle ages. (London 1938 ).
Davis ,E.J: invasion of Egypt in A.D 1249 (London 1897 ).
Encyclopedia of Islam.
Encyclopedia of religion.
Haut Coeur et wiet: les mosques de caire.
Heyel. W: histoire du commerce du Levant and au Moyer age. 4 vols, (Leipzig 1899 ).
Hitti. P.k. the history of the Arabs .( London 1940).
Join Ville. Jean. sire. de history of st.louis.tr.joan Evans.
King: the knights of hospitellers.
Lane- poole: history of Egypt in the middle ages- London 1925
المصدر : مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
كتب: د/ شفيق جاسر أحمد محمود