أستعرض حواس ظهر الأربعاء 17/2/2010 م بالمتحف المصري بالقاهرة نتائج التحاليل الخاصة بفريق البحث الأمريكي ، التي أجريت على مومياء الفرعون توت عنخ أمون ، في مؤتمر صحفي عالمي حضره حشود من وسائل الإعلام العربية والعالمية ، قائلاً إن النتائج المعلنة اليوم تعد الأبرز عن الفرعون الشاب بعد خبر أكتشاف المومياء الخاصة به .
وأكد زاهي حواس رئيس المجلس المصري الأعلى للآثار أن "الملك توت عنخ أمون مات بالملاريا ولم يقتل ولم يصب في حادث أصابة قاتلة" ، وفقاً للنتائج التي توصل إليها فريق من الباحثين الذين قاموا على مدار عامين بتحليل الحمض النووي للملك الشاب وعائلته من المومياوات .أعلن فريق بحث أمريكي أن نتائج تحليل الحمض النووي " الدي أن ايه" التي أجراها على مومياء الفرعون توت عنخ أمون أسفرت عن أنه أبن فرعون التوحيد إخناتون ، وهو ما يقلب صفحة هذا التاريخ رأساً على عقب ، فالحقائق المعروفة عن فرعون التوحيد إخناتون أنه لم ينجب سوى ست بنات من زوجته الجميلة نفرتيتي ، وأنهم أختفوا جميعاً بعد ثورة كهنة آمون عليهم ، ولم يظهر لإخناتون أو زوجته وكذلك بناته الست أي أثر أو مومياوات .
وأكد العلماء صحة نسب توت عنخ آمون إلى إخناتون ، بعد تحليل فصيلة دم كل منهما ، وكذلك فصيلة دم أم إخناتون الملكة تي ، وأوضح العلماء أن أم توت عنخ آمون ليست هي الزوجة المعروفة لإخناتون نفرتيتي ، ولكنها مجهولة حتى الآن ، وجاري البحث عن شخصيتها .
كما أضاف التقرير أن توت عنخ آمون مات نتيجة إصابته بالمالاريا ، وأنه أيضاً كان مصاباً بهشاشة في العظام ، ودليل ذلك ما وجد في مقبرته من عدد كبير من العكاكيز ، والأدوية التي أحتوتها صيدلية مقبرته ، كما ذكر التقرير أن كلاً من إخناتون وتوت عنخ آمون لم يكن مخنثاً ، وأن كبر حجم الثدي الموجود في المومياوات والتماثيل الكثيرة في حالة إخناتون ناتجة عن مرض يوسع شرايين الثدي ، مما يؤدي إلى تهدلها بعض الشيء .
وقال حواس في المؤتمر إن فريق الباحثين المصريين الذين عملوا بجد في قبو المتحف المصري أكتشفوا الكثير من الأمور التي كانت غائبة عن علماء الاثار في العالم أبرزها أن توت لم يقتل أو يمت نتيجة حادث قاتل وفق أبرز السيناريوهات المتداولة عن الملك الفرعوني الأشهر الذي مات عن 19 عاما فقط وترك أهم المومياوات الفرعونية التي أكتشفها العالم هيوارد كارتر عام 1925 م في مقبرة تل العمارنة .
حواس إن خبيئة تل العمارنة ضمت 12 مومياء بينها تسع موجودة بالمتحف المصري وثلاث لا تزال في المقبرة ، وأن عمليات التحليل أجريت على ست مومياوات من تلك الموجودة بالمتحف المصري لمعرفة أصحابها .
وكشف التحليل بشكل حاسم أن توت عنخ أمون هو أبن الملك أخناتون فرعون التوحيد ، وأن جده هو أمنحوتب الثالث ، وجدته هي الملكة تي أبنة الملكين يويا وتويا ، وأقوى نساء عصرها .
وأكدت الأبحاث أن المومياء المعروفة بالسيدة العجوز الموجودة في المتحف تعود للملكة تي أم إخناتون وزوجة أمنحوتب الثالث وجدة الملك توت عنخ أمون ، وأن مومياء السيدة الصغرى تعود لأبنة الملكة تي والملك أمنحوتب الثالث وليست بالتالي نفرتيتي ولا ميريت أتون ، وأنها زوجة إخناتون الذي تزوج أخته حسبما كان معمولا به وقتها لكن لم يتم التوصل لأسمها .
وفيما يخص الطفلين اللذين تم العثور عليهما محنطين في المقبرة فتأكد مبدئيا أنهما أبنا توت عنخ أمون وأن مومياء ملكية أخرى موجودة لكنها مجهولة الشخصية هي أمهما .
ونفت الأبحاث ما تم ترويجه طويلا حول كون الملك توت عنخ أمون "شاذا" وأثبتت أنه مصاب بعيوب خلقية نتيجة زواج أباه الملك إخناتون من أخته ، وأن توت كان مصابا بحالة أقرب للكساح في القدم اليسرى وأن وفاته نتجت عن اصابة شديدة بالملاريا أدت إلى وفاته بعد سقوطه لسبب غير معروف ، وأكدت الأبحاث أن الثقب الموجود في المومياء ليس ناتجا عن أصابة قاتلة وإنما هو لصب سائل التحنيط في الجسد .
تاريخ الفرعون الشاب العائد إلى الأسرة الثامنة عشرة وتوفي قبل 3 الاف عام وحكم حوالي عشر سنوات فقط في حدود العام 1330 قبل الميلاد حيث أصبح فرعونا في سن التاسعة وعثر على مومياه في ناووس من الذهب الخالص المرصع بالفيروز عالم الاثار الانجليزي هاورد كارتر في وادي الملوك قرب الأقصر. وضمت المقبرة كنزا جنائزيا استثنائيا تضمن قناع المومياء المصنوع من الذهب الخالص الذي ساهم كثيرا في جعل توت عنخ آمون من أشهر الفراعنة مع ان حكمه كان أقصر بكثير.
جدير بالذكر أن وزير الثقافة فاروق حسني سيعقد غدا الاربعاء مؤتمرا عالميا ليعلن فيه هذه النتائج